قد يحدث ويدخل أناس في صراع فارغ لا لشيء، بل فقط لاختلاف انتماءاتهم النقابية والتنظيمية، ويلجؤون إلى استعمال أساليب في تعاملهم لا تشرف ٱدامية الإنسان بشكل عام، ولا نبل المهنة على وجه الخصوص.
فالعمل النقابي ليس وسيلة لخلق الأعداء ونشر الفتنة وتشويه صورة الجسم المهني برمته من خلال تصريحات خبيثة سيئة في فضاءات الاجتماعات سواء الرسمية منها أو غير الرسمية، أو تداول تدوينات ملغومة تحمل الكثير من الركاكة وتوحي بالبؤس عبر وسائل التواصل الاجتماعي تكون فيها الكلمة الواحدة عابرة للقارات بحروف عربية وفرنسية، وأخرى تدخل في خانة الرموز التي تستدعي بدل الكثير من الجهد لقراءتها وفهمها وفك شفراتها.
إن مثل هذه الأساليب لا تشرف الآلاف من المنتمين إلى الجسم المهني الذين لهم انتظارات وتطلعات من العمل النقابي كحق دستوري لبلوغ هدف الرقي بالمهنة وتحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية.
فلقد أصبحنا نرى اليوم مع كامل الأسف نماذج تمارس العمل النقابي بغاية مواجهة ومحاربة طرف أو عدة أطراف أخرى لمجرد الاختلاف معهم في وجهات النظر حول مواضيع تهم مصير آلاف من المهنيين بتبخيس المجهودات المبذولة رغم تعدد التحديات والاكراهات التي يعلم بها الجميع.
وفي اعتقادي هذا انحراف خطير عن أدبيات العمل النقابي البناء، فبدل الاهتمام بالطرف أو الاطراف الاخرى وتوجيه سهام العداء صوبهم، كان الأجدر تقديم عروض أفضل في الاحترام والأدب والتواضع والتأطير، مع تقديم عروض وحلول واقعية ومعقولة قابلة للتنفيذ والتنزيل كمشروع واقعي قابل للتفاوض حوله. كما أن تعدد التنظيمات النقابية تتعدد معه التوجهات والرؤى، لكن بلوغ هدف الصالح العام يستدعي التعاون وتوحيد الجهود من أجل عنصر الفعالية وتحقيق أفضل النتائج والاهداف المشتركة فضلا عن ربح الوقت في انتزاع أجود النسخ المطلبية، كما أن الوحدة غير ملزمة لأحد، فكل طرف له الحق في اعتماد استراتجيته وسياسته النقابية دون المساس بالأخلاق النقابية ومبادئ الاحترام المتبادل وحرية اتخاذ القرار.
حبيب كروم/ رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية عضو المكتب الوطني للمنظمة الديمقراطية للصحة