الأفلام المدبلجة.. تهديد للهوية المغربية واستلاب فكري وثقافي للأسر

الأفلام المدبلجة.. تهديد للهوية المغربية واستلاب فكري وثقافي للأسر
تواصل القنوات التلفزية المغربية ترجمة الدراما الأجنبية بالعربية رغم الانتقادات التي تطالها، بل تعدت ذلك إلى ترجمتها بالدارجة المغربية لاستلاب الكبار من العمر، بل امتدت لتشمل جمهورا أصغر سنا لأنها تتحدث "الدارجة" المغربية.

ترجمة ركيكة، وثقافة تسللت إلى البيوت المغربية، منذ هبوب رياح الدبلجة بالمسلسلات المكسيكية، والبرازيلية، ثم التركية التي استولت أخيرا عل الشاشات، مؤسِّسَة بدون إدراك، أو عن قصد لجيل مستلب فكريا، وثقافيا، وجمهورا إضافيا لكل الرداءة التي تستوردها من هنا وهناك.

يأتي ذلك في استبعاد للبرامج القريبة من المغاربة في وقت الذروة بالخصوص، سواء كانت برامج ذات طابع ثقافي، أو اجتماعي، أو فني، قادرة على الرقي بذوق المشاهدين وبفكرهم، فيما كان الأولى تعميق فكرة إنتاج، ومراكمة مزيد من الأعمال المغربية القريبة على الأقل من ثقافتهم، لغة وممثلين، ومواضيع.

وفيما يرى بعض المنتقدين للدراما الأجنبية أنه كان على المعنيين اختيار الأفلام، والمسلسلات ذات القيمة المضافة للمغاربة، والإرتقاء بالدبلجة، وجعلها أداة للانفتاح، والاطلاع على ثقافة الآخرين، يرى آخرون أن الدراما المكسيكسة أو التركية.. ليست بديلا جيدا عن الإنتاج الوطني الذي يحتاج إلى الدعم من أجل تجويده، بل يحتاج القطاع إلى هيكلة حقيقية.

وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أكد أمام نواب الأمة أمام مجلس المستشارين السنة الماضية 2023، أنه تم الاتفاق على اعتماد دفتر تحملات جديد يضمن العودة إلى تقوية الحوارات السياسية التي تضمن التعددية السياسية، مع تعزيز الحضور القوي للبرامج الوثائقية للانفتاح على التراث الوطني، وكذلك الانفتاح على اللغات الأجنبية، حيث أنهت القناة الأولى بث المسلسلات المدبلجة، بينما تم خفض نسبة بثها على القناة الثانية دوزيم إلى 6 في المائة، إلا أن تأثير تلك المسلسلات كبير جدا بسبب اختيار أوقات الذروة من أجل عرضها.