عنوان الأخلاق الرفيعة، تلك التي لا تكون لغير بنت الناس.. هي التي تشربت روح تامغرابيت الأصيلة (وليس تلك التي صارت موضة) في حنايا درب السلطان ودرب بوشنتوف بالدارالبيضاء، فهي صعدت من بين عائلات العمال والحرفيين المقاومين بشرف من أجل مكان كريم تحت الشمس.. وفي شارع الفداء فتحت عينيها على ذاكرة المقاومة ونضال أولاد لبلاد من أجل الحرية والكرامة..
نعيمة المشرقي عنوان كامل ل "السيدة المغربية" تلك التي لها عطر معنى خاص في جغرافيات القيم.. وحين كانت تصدر على العالمين فوق خشبة مسرح أو شاشة تلفزيون أو شاشة سينما بالمغرب وايطاليا وفرنسا وهولندة، كنا جميعا نستشعر أنها نحن "المغاربة" أمام باقي العالم، قيمة فنية وملامح ولغة بلدية مطواعة ورقة حنان في الصوت لا تكلف فيها ولا تصنع، بل خامة كاملة لصوت مغربي اطلسي أصيل..
كم جمعتني بك محطات ومحطات لالة نعيمة، رفقة زوجك الكريم المخرج التلفزيوني عبد الرحمان الخياط، ومع ابنتك الصحفية ياسمين الخياط المهاجرة إلى كندا حيث تعمل في التلفزيون الكندي بمونتريال.. كم كنت دوما عطوفة علي، بصدق ظل يجخلني دوما، وكم كانت تقثك في شخصي المتواضع تشحنني بالايجابي العالي..
للالة نعيمة بسلامة،
يا ريحة بلدية بحال الزهر النابت في تراب لبلاد،
يا سبنية تلاعبها الريح في دويرة ليام،
يا الميمة الحنينة بحال لما ديال جنان السبيل راوي شلا لسان عطشان،
لالة نعيمة بسلامة، مرضية كنت، مرضية بقيتي، مرضية حتى عند الله.
صادق العزاء لابنتك ياسمين وكل العائلة، لشقيقك صديقي الدكتور مصطفى المشرقي طبيب الكلي والبروستات، ولكل أهلك في جغرافيات ممتدة في دنيا المحبة والتقدير .