حركة الطفولة الشعبية في عرسها الشبابي

حركة الطفولة الشعبية في عرسها الشبابي محمد حمضي (يسارا) ومشاهد من فعاليات المخيم
" من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل " . وقد وصلت فعلا حركة الطفولة الشعبية في تحقيق حلم راود بناتها وأبنائها القدامى منهم والجيل الجديد. لم يكن هذا الحلم غير تنظيم أول نسخة للجامعة الشعبية للشباب التي انعقدت أيام 29/28/27/26/25 شتنبر بالمخيم الجماعي بمدينة ايموزار كندر ، تحت شعار " لنرتقي بشبابنا نحو التميز والريادة" .

 تنظيم النسخة التأسيسية للجامعة الشعبية بشراكة بين حركة الطفولة الشعبية ووزارة الشباب والثقافة والاتصال - قطاع الشباب- والجامعة الوطنية للتخييم ، من مكر الصدف جاء ( التنظيم) بأيام قليلة بعد حدث الفنيدق الذي "نجحت" جهات مجهولة باستعمالها لتكنولوجية التواصل الجديدة في تعبئة العشرات من الشباب وحتى الأطفال من أجل الهجرة اللانظامية بحثا عن الفردوس المفقود بالقارة العجوز ، غير عابئين ب "توبقال" المخاطر التي تهدد حياة كل واحد منهم ، حتى ولو نجح البعض في اختراق كل الحواجز ، فإن عدم الاستقرار و الكراهية والتمييز بكل أشكاله سيظل يلاحقهم بالدول المستقبلة !

 انطلقت أشغال الجامعة الشعبية للشباب برئاسة الكاتب العام لحركة الطفولة الشعبية الدكتور عبد الإله حسنين ، الذي سافر بالمشاركات والمشاركين الشباب فوق تضاريس هذا الصرح الجمعوي الشامخ الذي سيخلد يوم 5 يناير 2026 ذكرى ميلاده 70 . نعم سبعة عقود بكل ألوان العواصف والأمواج في مدها وجزرها لم تنل من " أم الجمعيات" وذلك راجع لحكمة وتبصر روادها، والانخراط الواعي وبمنسوب عال من المواطنة لبنات الجمعية وأبنائها في معركة الجهاد الأكبر التي أعلنها المغفور له محمد الخامس مع بزوغ  فجر الاستقلال .

  الفعاليات المكثفة التي عرفتها الجامعة الشعبية للشباب ، والتفاعل الجد ايجابي للمشاركات والمشاركين في أشغالها،  أكدت حقيقة واحدة،  وهي أنه من الوَهْم الاعتقاد بأن شباب المغرب تائه ، وفاقد للبوصلة ، وجرفه كل ما هو سلبي في مستجدات العصر ، بل الحقيقة التي لا يُعلا عليها ، وهي أن شباب المغرب يرفض الغموض والتظليل ، ويقبض بالأظافر والنواجد على كل ما هو مشرق ومضيئ في تدبير شؤونه ، شباب حجم منسوب مواطنته وتطوعه كبير إن وجد لحقوقه صدى في السياسات العمومية ، شباب يبحث عن فجوات مضيئة تصالحه مع الثقة في المؤسسات ، وتجبر ضرره من المعاناة التي عمقتها في صفوفه الآذان الصماء لصناع القرار على مختلف المستويات .
 
 التطوع ، المواطنة ، حقوق الطفل بين التشريعات الدولية والوطنية ، التربية الشعبية في مجال التنشيط التربوي ، الطفل والحق في الحماية ، قراءة في ورقة التأمين بدُور الشباب ، البرنامج التشاوري المغربي ودوْر شباب حركة الطفولة الشعبية من داخله ، العمل الجمعوي وسؤال المصداقية ،علم الروبوتك والبرمجة بين الشق النظري والتطبيقي ، الرياضة في خدمة الشباب .... محاور غنية وثرية تفاعل معها بشكل نوعي وبمستوى عالٍ من المعرفة ، الشباب المشارك في الجامعة الشعبية .

ولأن الحديث عن حركة الطفولة الشعبية بين الأمس واليوم لا يستقيم من دون أوكسجين خرزوزة ، فقد أفرد للموضوع الفريق المشرف على وضع برنامج  الجامعة الشعبية للشباب ، جلسة خاصة عنونها " خرزوزة عشق ونضال من أجل الطفولة المغربية " . جلسة نبشت بين ثنايا ذاكرة الجهد الاستثنائي الذي قام به بنات وأبناء " أم الجمعيات" لسنوات من أجل اعداد فضاء يؤمِّن الحق في التخييم ، من كل ما يمكن أن يمس كرامة الطفل المغربي . ولم يترك المشاركات والمشاركون فرصة تنظيم هذه الفعالية الوطنية تمر من دون دق جرس الانذار في وجه كل من يحاول المساس بهذا المكسب الكبير الذي يعتبر في جوهره امتدادا لروح طريق الوحدة ، وانتصارا للتطوع كقيمة سامية التي يتم البحث عنها اليوم ب" الريق الناشف " للمصالحة معها . 
 
 يذكر بأن الجامعة الشعبية في نسختها التأسيسية تُوجت أشغالها بالمصادقة على نداء هام ، والمصادقة على باقة من التوصيات ستعمل حركة الطفولة الشعبية على تقاسمها مع الرأي العام الوطني .