شكلت سنة 1946م نقطة تحول كبيرة في حياة ابن دوار الْفَوَاشِخْ حسن بن خليفة الحمري، ففي هذه السنة كان انخراطه في صفوف الحركة الوطنية بالمدينة، وخضوعه إلى جانب مجموعة من المنخرطين، لتأطير وطني وسياسي، كما كان شاهدا على تزايد توزيع وانتشار جريدة العلم وإشعاعها بالمنطقة، والرسائل التي كانت تمررها، هذا إلى جانب مشاركته ومساهمته الفعالة في كل الأنشطة الحزبية والإحتفالات الوطنية بما فيها احتفالات عيد العرش من سنة 1946م إلى سنة 1952م.
وبالمقابل، عايش وعاين حسن بن خليفة، بحكم المكانة التي كانت له داخل المجموعة، عدة أحداث نذكر منها:
ـ إضرابات سنة 1936م التي خاضها المستخدمون الأوربيون والمغاربة في مدينة "لوي جانتي" بالإجماع، وتلتها حركة احتجاجية انطلقت من "لوي جانتي" حيث كان للمناضلين الأوربيين هناك اتجاه أكثر راديكالية من اتجاه خريبكة، فإضافة إلى نفوذ (اليسار الثوري) ذي النزعة التروتسكية، هناك نفوذ جورج فالوا G. Valois الذي كان له أتباع في هذه القرية المغربية .
ـ التضييق الذي مارسه الفرنسيون على أحمد زغلول وعلى حسن بن خليفة باعتباره أحد أفراد المجموعة التي يؤطرها أحمد زغلول.
ـ أساليب الترهيب التي كانوا يستعملونها، بما فيها استغلال أي حدث للإيقاع بأعضاء مجموعة المدينة المنجمية "لوي جانتي".
في هذا السياق، يدخل الاعتقال الذي تعرض له الشاب الذي كان مكلفا بتوزيع جريدة العلم، من طرف مفوضية الشرطة، وخضوعه للاستنطاق حول علاقته بالجريدة. ويبدو أن هذا السلوك، كان الهدف منه، هو إرهاب وتخويف أعضاء المجموعة، إلا أنه عند استدعاء أحمد زغلول واستنطاقه، أقر في محضر الاستماع إليه، أنه هو المسؤول عن الجريدة وهو من يتوصل بها، وأن علاقة الشاب بالجريدة هي التوزيع فقط.
وبعد إنجاز محضر الاستماع إليه، وتضمينه تصريحاته كاملة، تم عرضه على جلسة بحضور المراقب المدني لمنطقة أحمر " Jean DENIS "، فتم الحكم عليه بغرامة مالية. ورغم أن الحكم كان خفيفا نظريا، فقد اعتبره القائد محمد بلكوش حكما جائرا، وخاطب المراقب المدني أثناء الجلسة قائلا: "كان عليكم منع الجريدة من الدخول إلى المدينة والمنطقة، بدلا من إصدار مثل هذا الحكم الجائر في حقه"، ويتبين أن القائد كان يدرك خلفيات الحكم، ولذلك بعد مرور مدة وجيزة، تم عزل أحمد زغلول من مهمة عدل.
يتبع