عزيز مومن: من الضروري  إصلاح البنية الحزبية لمواجهة تحديات الهجرة

عزيز مومن: من الضروري  إصلاح البنية الحزبية لمواجهة تحديات الهجرة عزيز مومن
أكد عزيز مومن، منسق حزب الحركة الشعبية بعمالة مقاطعات بن امسيك بالبيضاء، أن احتلال الطبقة الأرستقراطية لعالم السياسة يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى قدرة هذه الفئة على فهم معاناة الفقراء والتفاعل مع التحديات اليومية التي يواجهونها.

وقال مومن :  "كيف لمن تربى في بيئة من الرفاهية أن يتفهم واقع من يواجهون البرد والجوع، ويعيشون يومياتهم محاصرين بالبطالة والمديونية والإذلال.. الطبقة الأرستقراطية، التي تربّت على الخدمة والراحة، تجد نفسها اليوم تُمسك بزمام السياسة والاقتصاد، وتجعل من نفسها "الحل الوحيد" لإدارة شؤون الدولة والمجتمع، وهي بذلك تزاوج بين المال والسلطة في تركيبة تحمل أخطارًا كبيرة على المجتمع بأسره. 

وأضاف محدثنا، أن الخطر الأكبر يكمن في حقد هؤلاء الأرستقراطيين على من هم دونهم من الطبقات الاجتماعية، ونظرتهم الدونية للبشر، وهي نظرة تشبه في سلوكها سيكولوجية الاستعمار الأبيض واستعباده للأعراق الأخرى.

وزاد عزيز مومن  قائلا: "ما يحدث في وطننا هو اختلال واضح في البنية التنظيمية، حيث تمكنت مجموعة من الرأسماليين من التسلل إلى مراكز القرار السياسي، مستغلين غفلة السياسيين وعدم قدرتهم على مواجهة الآليات الرأسمالية التي تفرز منتخَبين يخدمون مصالحها الخاصة. لكن المشكلة الأعظم تكمن في وجود معارضة زائفة.. لا يمكن الاستغناء عن السياسة كوسيلة ديمقراطية لتكوين النخب، لكن في المقابل، أصبحت الساحة السياسية مكانًا فارغًا من الأطر الحقيقية..
 
لا يملك إن أردنا تحقيق أي تقدم أو استضافة حدث عالمي مثل كأس العالم، فعلينا أن نستقبل العالم بديمقراطية حقيقية وليس مجرد شعارات. علينا أن نحترم الإنسان ونعتبره الثروة الكبرى التي لا تضاهيها الثروات الطبيعية. إن الخلل التنظيمي واضح، وعلى وزارة الداخلية مراجعة ملفات الأحزاب السياسية وتطهيرها من العناصر الفاسدة والغير كفؤة حتى نتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في ظل تنامي موجات الهجرة وانخفاض الحس الوطني والانتماء.
 
إن ارتفاع معدلات الهجرة والرغبة المتزايدة في مغادرة البلاد يعكس واقعًا مقلقًا يستوجب منا جميعًا التحرك. إن المغرب يحتاج إلى تغيير حقيقي في البنية السياسية وإصلاحات تعيد الثقة للمواطنين وتضمن لهم مستقبلًا أفضل".