شايلاه اشريفة بنت الصالحين ..!
سجلت الأستاذة فاطمة الزهراء المنصوري فتحا مبينا في عالم السياسة لم يسبقها له أحد وعوض تقديم أطروحة الحزب وبرامجه المؤطرة لأديولوجيته، مع تقييم حصيلته كمشارك في الحكومة أمام نخبته الشابة. انتقلنا إلى طريقة جديدة ومبتكرة وكأننا في محفل ديني يشبه الموسم "خصو غير تبوريدة" لتكتمل حلقاته من أجل التبرك من الشريفة بنت الصالحين.
فاجأتنا "الشريفة" بخطاب يمتح من أحاجي الجدات بعدما اغرقته عنوة في مفردات بسيطة وملتبسة لكنها بدون جدوى. وانا أستمع للمنسقة الوطنية للبام على هامش انعقاد الجامعة الصيفية لشبيبة الحزب ببوزنيقة أصبت بالدوار فركنت إلى كثير من الجهد في التفكير لعلي أستطيع تفكيك الجمل والصور التي أوردتها الأستاذة فاطمة الزهراء المنصوري.
انتابتني حيرة بأي اسم أناديها؟ هل بلقب الوزيرة أم العمدة أم ماذا؟ اختلطت لدي الألقاب لكثرتها كما هي الأسماء. فقررت مناداتها على الأقل بالصفة التي تتواجد بها لحظة الإشراف وهي تدشن أول ظهور لها كمسؤولة حزبية بعد إعلان اسمها ضمن الثلاثي دون ذكر من بقي ومن تمت تصفيته.
لم أكن أتوقع تلك الصورة الكاريكاتورية لخطاب يحلق في سماء الشعبوية بلا أجنحة ولاسيقان. حين تنتقد الآخر في أسلوبه فمن العار أن تمارس نفس الأمر" إن كنت تعلمين فهي مصيبة وإن كنت لا تعلمين فالمصيبة أعظم "رغم علمي المسبق أن الأستاذة المحامية خبرت صيغ الترافع بردهات المحاكم. فخانتها لحظة الضرورة. لا اشك لحظة أن نبرة كلامها فيها الكثير من التردد والارتباك ومرد هذا الأمر فيما اعتقد إلى حداثة عهدها بمسؤولية التأطير فليس بالسهل العمل في الخفاء طويلا لإزاحة البعض والقفز فجأة على كرسي الرئاسة في حادثة سير معلومة سميت زورا انتخابات تمت هندستها بشكل مفضوح لايخفى على كل متتبع. النجاح في المهمة يقتضي ميكانيزمات لا أظن أن السيدة الأولى تتملكها بل الواضح أننا أمام شخصية تخطو خطواتها الأولى و"باقة فالروداج". تكرار كلمة التأسيس والمساهمة فيه ليست حكرا لأحد ولامبررا على احتكار الشرعية التاريخية حين نخضع زمن مداخلتها 50 دقيقة للتحليل والتدقيق نقف على فراغها من لمسة إبداع ،تتفاعل مع الأحداث الآنية للساحة.
كانت لغة اللقاء خشبية موغلة في الغموض بعيدة عن الحقيقة لايجب أن ننسى أن كثير من الصراعات الداخلية أرخت بظلالها على اللقاء ولم تستطع الأستاذة التخلص منها. فلا أرى ضرورة لتناول مواضيع بطريقة سطحية كمصطلح "الفوق" لنفي جهة أعلى تساند الحزب فالنفي هنا يفضي للتأكيد وليس العكس كما أن ادراج المرجعية الإسلامية في الرد على الآخر لن تفيد المواطنين في شيء. مادمتم تلوحون بحرمة استغلال الدين في السياسة ضد جهات معينة فلماذا تحللون لأنفسكم ما تحرمونه على الآخرين. كونك "شريفة: بنت الصالحين فلا يجعلك تهجرين مدينة سبعة رجال التي منحتك كل هذه المسؤوليات وفي الأخير تتركينها تعوم في مشاكلها بلاحل.
خطاب بجمل خارج سياق الأحداث التي يعيشها الوطن ومخيبة لآمال من ينتظرون أجوبة منكم على أسئلتهم، باعتباركم وزيرة وعمدة والناس لازالوا في الخيام باقليم الحوز، في ظروف جد قاسية يخجل الإنسان من ذكرها وقد مرت على احداثها سنة دون تقدم يذكر. ذكر بعض الأسماء كقيادات في السياق الكلام تحوم حولها شبهات يعتبرها المتتبعون اسفينا تم دقه في نعش الحزب، ولن يكتب له الانطلاق مادامت لم تخرج بتصريح ينفي وبقيت محصنة داخل قلاع الزاوية وبحماية منكم بركاتك "اشريفة بنت الصالحين".