ما دامت هناك علاقة ما بين الرياضة والسياسة، أحيانا تكون الرياضة هي القوة الناعمة التي تمكن دولة من الارتقاء بوضعها على المستوى الدولي كما هو الشأن بالنسبة لقطر عندما نظمت كأس العالم، وكذلك الأمر بالنسبة لإثيوبيا حينما يتعلق الأمر بعدائيها، وعدد من الدول تستغل الرياضة كآلية من آليات التمركز الدولي والجيواستراتيجي، لكن أحيانا تكون الرياضة وسيلة لإشعال الحروب كما هو الشأن بالنسبة للحرب بين الهندوراس والسلفادور والتي كانت بسبب مباراة لكرة القدم، ودائما ما تكون الميادين وسيلة للتعبير عن أفكار أو آراء ودعم أو سخط من طرف الجماهير، حيث لاحظنا كيف أن مباراة لاس كونجرس في اسكتلندا أبان فيها الجمهور الاسكتلندي عن دعمه لقطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية، ولاحظنا أيضا كيف أن مباراة التأهل الى كأس العالم بين الجزائر ومصر كادت أن تتطور إلى مواجهة سياسية كبيرة جدا، لذلك فالعلاقات كانت دائما الرياضة تستغل للتعبير عن أفكار سياسية والعكس صحيح، حيث تكون للتأثيرات السياسية آثار على الملتقيات الرياضية .
بالنسبة للتوتر الجزائري – المغربي من الزاوية الرياضية، بالفعل لاحظنا كيف أن الإعلام الجزائري سواء المرئي أو المسموع يستغل بعض اللقاءات الرياضية والمناسبات لبث سمومه تجاه المغرب أو تجاه الفرق الرياضية المغربية أو المسؤولين المغاربة والنيل من شرفهم من خلال الادعاء بأن هناك جوانب غير أخلاقية في فوز المنتخب المغربي في مناسبات رياضية مثل كأس العالم بقطر أو التقليل من شأن هذه الانجازات سواء تعلق الأمر بمباراته ضد اسبانيا أو ضد بلجيكا أو ضد البرتغال، لكن سبحان الله كان دائما المنتخب المغربي ومعه المسؤولون المغاربة بدون شعور يعملون على رد كيدهم في نحرهم، حيث حقق المنتخب المغربي نتائج لم يحققها أي منتخب عربي أو إفريقي.
لاحظنا كذلك كيف أن مباراة نهضة بركان ضد اتحاد العاصمة الجزائري كيف تحولت من مباراة رياضية الى جدال سياسي من خلال استغلال ما اعتبر "رموز سياسية" ضد السياد الجزائرية ولا أعتقد أن هناك علاقة ما بين خريطة المغرب وسيادة الجزائر أو الأمن القومي الجزائري سوى فضح طبيعة العلاقة بين الجزائر بين المغرب والبوليساريو وبأن الأمر لا يتعلق بتقرير المصير بقدر ما يتعلق باستغلال البوليساريو كآلية للعمل على إجهاض كل تنمية مغربية، كما سجلنا أيضا التقليل من شأن الانجازات التي يحققها المنتخب المغربي في "الفوتسال" من طرف الإعلام الجزائري رغم أن المنتخب الجزائري لا يرقى لمستوى المنتخب المغربي، ولم يتأهل أصلا الى كأس العالم التي تقام في أوزبكستان، وأيضا التقليل من شأن المنتخب النسوي المغربي الذي لعب كأس العالم في نيوزلندا، والتقليل كذلك من قيمة المسؤولين المغاربة وخصوصا رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع والذي ينال نصيب الأسد في هاته الاتهامات والاستفزازات ومحاولة إعطاء صورة سيئة عنه، وهي مناسبة لإحقاق الحق، فالسيد فوزي لقجع هو نموذج للمسؤولين الذين تركوا ويتركون بصماتهم واضحة للعيان فيما يتعلق بتسيير الشأن الكروي في المغرب ويرجع لله ومن بعده فوزي لقجع التطور الذي عرفته كرة القدم في المغرب وما حققه المنتخب المغربي، وبالتالي فقوة الرجل وكفاءته وجديته ودعمه القوي لكرة القدم في المغرب وإصراره على التميز وعلى تطوير هذا القطاع يجعل منه الشخص المناسب للحقد الجزائري للنيل من شخصه والنيل من إنجازات المغرب، وكل هذا يبين الى أي حد يتخوف النظام العسكري الجزائري من الإشعاع الرياضي الذي يعرفه المغرب ويتخوف من الإنجازات التي يحققها المغرب لا على الصعيد القاري ولا كذلك على الصعيد الدولي، لأنه ببساطة هذه الانجازات تفضح النظام العسكري الجزائري، الدولة ذات الإمكانات، الدولة القارة التي تدعي أنها ثالث اقتصاد في العالم، لكنها متخلف جدا على المستوى الرياضي، وبالتالي فهذا يؤدي الى إحراج النظام العسكري الجزائري أمام الشعب الجزائري واتهام المغرب يعد محاولة لإلهاء الشعب الجزائري عن حقيقة المستوى الذي وصلته الرياضة، فهناك انتكاسة حقيقية للرياضة في الجزائر، وهو ما يؤكده إقدام بعض اللاعبين الجزائرين في بعض الرياضات الفردية على الاقتراض أو رهن حلي أمهاتهن دون دعم من الاتحاديات الجزائرية من أجل المشاركة في بعض الملتقيات الدولية.