بعد أدائه الرائع مع المنتخب الوطني المغربي، أصبح الدولي المغربي إبراهيم دياز، مرشحا بقوة للكرة الذهبية الإفريقية المقبلة، وفقا للرأي العام الرياضي المغربي والصحافة الإسبانية، خاصة بعد بدايته الموفقة للموسم الرياضي الحالي مع ريال مدريد وأدائه المميز مع أسود الأطلس.
قالت صحيفة "ماركا" الإسبانية إن إبراهيم دياز أصبح على رأس المرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية الأفريقية لأفضل لاعب أفريقي عن عام 2024 الحالي، على إثر الخط التصاعدي الذي يميز مساره.
"الوطن الآن " تستعرض تاريخ علاقة المغاربة مع الكرة الذهبية الإفريقية من خلال استعراض اللاعبين الذين توجوا بها، أو الذين مروا بجانبها.
الكرة الذهبية من جائزة لمنبر إعلامي إلى جائزة "الكاف"
انطلاقا من القول المأثور: "لكل مجتهد نصيب"، بادرت مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية إلى تخصيص جائزة سنوية للاعبين الأفارقة الأكثر تميزا، حيث نظمت لأول مرة سنة 1970 واستمرت إلى غاية 1994، لتصبح الكرة الذهبية الإفريقية شأنا «إفريقيا» إلى غاية اليوم.
وعلى امتداد تاريخ هذه الجائزة ظلت هيمنة لاعبي فرق إفريقيا جنوب الصحراء حاضرة بقوة، إذ يتصدر النجمان المعتزلان الكاميروني صامويل إيتو والإيفواري يايا توريه قائمة أكثر اللاعبين فوزا بجائزة لاعب العام في إفريقيا، بعدما حصلا عليها 4 مرات.
تعد جائزة الكرة الذهبية الإفريقية، المعروفة أيضا باسم «أفضل لاعب إفريقي»، معيارا بارزا للتميز والنجاح في اللعبة على مستوى الأندية والمنتخبات. الجائزة أيضا تعزز من تطور كرة القدم الإفريقية، وتشجع اللاعبين الشباب على السعي لتحقيق التميز وترفع القيمة التسويقية للمتوجين.
تمنح جائزة الكرة الذهبية الإفريقية بناء على تصويت لجنة من الخبراء في مجال الكرة من مدربين وصحفيين رياضيين متخصصين في كرة القدم الإفريقية. يتم ترشيح اللاعبين بناء على أدائهم خلال الموسم الحالي، حيث يقيم المصوتون الأداء الفردي والجماعي، والإنجازات في المسابقات المحلية والقارية والدولية.
أحمد فرس أول لاعب مغربي يحصل على الكرة الذهبية
بدأت قصة التتويج المغربي بالكرة الذهبية الإفريقية، سنة 1975، حيث كان اللاعب أحمد فرس، أول لاعب مغربي يتوج بالكرة الذهبية، وكان وقتها لاعبا لفريق شباب المحمدية، وأبرز لاعب في تشكيلة المنتخب الوطني المغربي.
نجح أحمد فرس في الحصول على الكرة الذهبية الأفريقية سنة 1975، ونال لقب أفضل لاعب في القارة السمراء، بعد تألقه في كأس أمم أفريقيا التي أقيمت في إثيوبيا، والتي توج بها المنتخب الوطني المغربي باللقب القاري.
قال أحمد فرس في سيرته الذاتية التي كتبها الصحافي عزيز بلبودالي: «أذكر أنني رشحت لنيل الكرة الذهبية ثلاث سنوات متتالية، وبشهادة جميع المتابعين وخبراء الرياضة كنت الأحق في نيل هذه الجائزة، لم تكن هذه الجائزة تتحكم في أدائي، لقد بذلت أقصي ما لدي والجائزة توجت مجهودي».
يعتبر فرس هدافا تاريخيا للمنتخب المغربي برصيد 42 هدفا، ما جعل عروضا جادة تطرق بابه، خاصة من أندية إسبانية كبرى، واختار عدم السير على خطى لاعبين سبقوه فضلوا الاحتراف في أوروبا. ولأنه أول لاعب مغربي يحرز على الكرة الذهبية فقد حمل لقب «سي أحمد مول الكرة».
التيمومي: أنا آخر لاعب محلي يتوج بالكرة الذهبية
محمد التيمومي، لاعب الجيش الملكي والمنتخب المغربي، وأفضل صانع ألعاب في الثمانينات من القرن الماضي. قدم اللاعب موسما استثنائيا، إذ قاد فريقه الجيش الملكي لإحراز لقب دوري أبطال إفريقيا لسنة 1985، وهو الأول من نوعه في تاريخ الكرة المغربية، كما ساهم في تأهل المنتخب لمونديال مكسيكو سنة 1986، وهو حينها متوج بثاني كرة ذهبية في تاريخ المغرب، متفوقا على أسماء قوية مثل الجزائري رابح ماجر والمصري إبراهيم يوسف.
بدأ محمد التيمومي مشواره كلاعب سنة 1975، «تاريخ فوز أحمد فرس بالكرة الذهبية»، بنادي اتحاد تواركة وكان ذو موهبة عالية فلفت أنظار مسؤولي الفريق العسكري، ومعه حصل على الكرة الذهبية لأفضل لاعب إفريقي سنة 1985، بعد تألقه المبهر في تصفيات ونهاية كأس إفريقيا للأندية الفائزة بالبطولة.
قال التيمومي في حوار مع صحيفة الأهرام المصرية معلقا على هذا الإنجاز الشخصي: «الفوز بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1985، وحصولي على الكرة الذهبية، كأحسن لاعب في إفريقيا خلال العام ذاته، ويكفيني شرفا وفخرا، أنني آخر لاعب يحقق هذا الإنجاز، وهو يلعب داخل القارة السمراء، فكل من نال الكرة الذهبية في إفريقيا، من بعدى هم لاعبون محترفون فى أوروبا ودوريات عالمية».
مكسيكو 86 تهدي الزاكي لقب أفضل حارس مرمى في إفريقيا
حظي المغرب سنة 1986، بشرف التتويج الثالث، عن طريق حارس المرمى بادو الزاكي، الذي كان، وقتها، حارسا لفريق ريال مايوركا الإسباني، فيما حل مواطنه عزيز بودربالة في المركز الثاني.
ورغم أن جائزة الكرة الذهبية تعطى للاعبين البارزين خلال سنة ما، إلا أن حارس مرمى المنتخب المغربي بادو الزاكي كان له شرف إحراز ثالث لقب في تاريخ الكرة المغربية من هذا النوع، بفضل مستواه الجيد مع ناديه «مايوركا» الإسباني وتأهله مع المنتخب إلى الدور الثاني من كأس العالم سنة 1986، ليكون بذلك ثاني حارس يتوج بهذه الجائزة بعد الكاميروني طوماس نكونو.
بادو الزاكي ظل حاضرا في أغلب حفلات الكرة الذهبية الإفريقية، كما أنه ظل بعد اعتزاله الكرة حارسا، ضمن الخبراء المصوتين على نجوم القارة السمراء. ولقد سجل الملاحظون باهتمام كبير تصريحاته حول الفائزين إذ استنكر غياب ياسين بونو وعدم تتويجه باللقب القاري.
حجي آخر مغربي يتوج بـ "البلون دور"
انتظر المغاربة إلى غاية 1998، ليحصد الكرة الذهبية الرابعة، عن طريق مصطفى حجي الذي كان وقتها، لاعبا في ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، بعدما تألق، بشكل بارز، في نهائيات كأس أمم إفريقيا لسنة 1998 في بوركينافاسو، حيث أحرز هدفا تاريخيا للأسود في مرمى المنتخب المصري، من ضربة «مقصية»، واختير أفضل لاعب في الدورة رغم إقصاء الفريق الوطني المغربي.
كان مصطفى حجي خلال تتويجه نجما في صفوف نادي ديبورتيفو لاكورونيا، لذا تحول إلى أسطورة من بين أساطير قارة إفريقيا، بفضل طريقة لعبه المميزة وسرعته في الملعب جذبت له انتباه المتخصصين في الشأن الكروي العالمي، إذ نال ما استحقه بتتويجه بجائزة الكرة الذهبية سنة 1998، وكان آخر اسم مغربي حقق هذا اللقب الفردي. بينما آخر إنجاز للمغرب في هذه الجائزة من خلال أشرف حكيمي كوصيف لأوسيمين النيجيري، في حفل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» الأخير بمدينة مراكش.
دياز..هل يعيد "الكرة الذهبية" للمغاربة بعد طول غياب
قالت يومية ماركا الإسبانية، إن إبراهيم دياز أصبح من أبرز المرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية الإفريقية لأفضل لاعب إفريقي لسنة 2024، على إثر مستوياته المميزة مع المنتخب الوطني المغربي وريال مدريد الإسباني.
وتمكن دياز، من تسجيل أول هدف دولي مع أسود الأطلس، وقاده لاكتساح الغابون 4-1 في الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، قبل أن يعود ويسجل من جديد ويقود منتخب أسود الأطلس لتجاوز ليسوتو بنتيجة هدف لصفر.
تقرير ماركا أوضح أن فوز إبراهيم دياز، بثلاثة بطولات مع ريال مدريد في الموسم الماضي، إضافة إلى كأس السوبر الأوروبي مطلع الموسم الحالي، سيضعه كأحد أبرز المرشحين لجائزة الكرة الذهبية من الكاف، لأفضل لاعب أفريقي.
وحقق دياز أفضل سجلات تهديفية في مسيرته قاطبة، عندما سجل 12 هدفا وقدم 9 تمريرات حاسمة بقميص ريال مدريد الموسم الماضي، وقد بدأ الموسم الحالي بقوة أيضا.
وغابت جائزة أفضل لاعب أفريقي عن كنف كرة القدم المغربية منذ 26 عاما، وبالتحديد منذ آخر مغربي فاز بها وهو مصطفى حجي. وسيطمح النجم المغربي إلى أن يكون أول لاعب في تاريخ ريال مدريد يحصد جائزة الكرة الذهبية الأفريقية على الإطلاق.