الحريك الجماعي لسبتة المحتلة.. أين اختفى الناطق باسم الحكومة؟

الحريك الجماعي لسبتة المحتلة.. أين اختفى الناطق باسم الحكومة؟ مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة ومشهد للحريك الجماعي
في الوقت الذي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو مصورة لأشخاص نصف عراة يجلسون على الأرض بمحاذاة مركبات للقوات المساعدة أو قبالة حائط إسمنتي وآثار الضرب مرسومة على أجسادهم، وهي الصور والمقاطع التي قيل إنها لمعتقلي "الهروب الكبير" يوم 15 شتنبر 2024، ابتلع الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، لسانه، متجاهلا تماما الجدل الواسع الذي خلفته هذه الصور الحاطة بكرامة المواطن المغربي، والمسيئة على نحو كبير لوجهه الحقوقي.
 
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: لماذا لا يخرج الناطق الرسمي باسم "الحكومة الاجتماعية" لتوضيح حقيقة تلك الصور ومقاطع الفيديو؟ هل هي حقيقية أو مفبركة؟ ومن هي الجهة التي تعمل على ترويجها على أوسع نطاق؟ وما الغاية من ذلك؟ وكيف ستتعامل الحكومة مع الأمر؟
 
إن الصمت لا يخدم المسعى الحقوقي والقانوني التي تقول الحكومة إنها اعتنقته، كما أنه لا يخدم شعار الدولة الاجتماعية الذي أثقلت سمع المغاربة بترديده، وهو ما يحتم خروج الناطق باسم الحكومة لتوضيح ما يحصل للمغاربة، بدل أن يستمر في ترديد "كم حاجة قضيناها بتركها !" في السر والعلن. 
 
إن الوضع الراهن، وعدد الصور المصاحبة لـ"الهروب الكبير" تحتم، على الأقل، على أحزاب الائتلاف الثلاثي للأغلبية، أن تتدخل وتعلن موقفها مما يجري، وأن تمتلك الشجاعة الكافية لإعلانه بدل أن تحصره في "الموقف الحكومي"، خاصة أن الصور الحاطة بكرامة المواطن، بصرف النظر عن "زمنها الحقيقي"، تضع المغرب أمام مدفع المنظمات الدولية في مجال حقوق الإنسان.
 
وللإشارة، كانت مصادر محلية بعمالة المضيق الفنيدق قد كشفت أن الصورة أو المقطع المصور الذي يظهر مركبات للقوات المساعدة وبجوارها مجموعة من الشباب  هي مقاطع مصورة قديمة تعود لعدة أيام خلت، خلال تمكن القوات العمومية من إحباط عملية هجرة غير مشروعة سباحة نحو ثغر سبتة المحتلة، حيث تم إنقاذهم وانتشالهم من مياه البحر، وهو ما يفسر ظهور هؤلاء الأشخاص شبه عراة إلا من ملابس السباحة التي كانوا يرتدونها حين ضبطهم من قبل القوات العمومية. أما الصورة الثانية التي تظهر جلوس أشخاص حيال حائط إسمنتي، فإن المصادر نفسها قد شككت في أن تكون هذه الصورة ذات علاقة بالأحداث الجارية بمدينة الفنيدق، معربة أيضا عن عدم يقينها حتى من كون الصورة ذات صلة بأحداث جرى تسجيلها بالمغرب.