أكد رشيد لبكر، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة الحسن الثاني بالجديدة، أن ما كشف عنه رئيس الحكومة بخصوص عملية إعادة منطقة الحوز بعد الزلزال المدمر يبين بأن الأمور تسير بوتيرة جيدة وأن عملية إعادة الإيواء وبناء المساكن و فك العزلة عن المناطق التي أصابها الزلزال قد قطعت أشواطا كبيرة، بل تناهز في بعض مناحيها 100 في 100 ( مثلا عملية إزالة الركام تتراوح ما بين 92 و95 في المائة). لكن المشكل القائم الآن، يضيف رشيد لبكر، هو أن التصريح الذي تفضل به رئيس الحكومة وكذا الأرقام التي أوردها في بيانه، تناقض ما يصل من صور وتصريحات من عين المكان، والتي تفيد بأن وتيرة الإنجاز مازالت بطيئة، وأن الساكنة ما زالت تعاني من صعوبة الظروف، ويدها على قلبها من احتمال قضاء سنة أخرى تحت الخيام، وهي على أهبة استقبال فصل الشتاء بكل ما يعنيه من معاناة ومشقة، على جميع المستويات ( برد قارص- تساقطات- صعوبة المسالك - تمدرس الأطفال...).
وقال رشيد لبكر، في تصريح ل " أنفاس بريس " : "طبعا نحن لا نكذب كلام رئيس الحكومة، ولكن من حقنا طرح السؤال حول أين توجد الحقيقة بالضبط، هل في كلام سيادته أم في الواقع الذي يشهد باشياء أخرى غير الذي قيل، فهذا سؤال مهم وجوهري، ويجب على الحكومة أن تتعامل معه بالجدية اللازمة، لأن المسألة تتعدى قضية إنزال مخطط إعادة تعمير المنطقة من عدمه، إلى مسائل أخرى ذات حساسيات بالغة الخطورة، كونها تتعلق بمصداقية الفعل العمومي بعد كل التبرعات التي تم جمعها، وما هي أوجه صرفها وفي أي أجل.. فضلا عن مدى التقيد بتنفيذ التوجيهات الملكية الذي أولى لهذه القضية أهمية بالغة كما هو معروف".
و أبرز محدثنا، أنه بعيدا عن الأرقام، يكون من الأحسن تسطير برنامج زيارات استطلاعية تحضرها المنابر الإعلامية الوازنة ببلادنا، الى جانب جمعيات المجتمع المدني وعينة من المهتمين والخبراء والأساتذة الذين تابعوا هذا الموضوع، للوقوف على تقدم الاشغال بعين المكان والحديث إلى ساكنتها لإظهار جلية الأمر وتبيان الحقيقة...هذا هو المطلوب.
وأكد لبكر، أنه على وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الباب، فليس من المنطقي، حسب رأيه، مهاجمة بيان رئيس الحكومة ولا الحكم على بيانه، لا بالسلب ولا بالإيجاب، دون التوفر على المعطيات الميدانية ومن مصادر محايدة وموضوعية.
وزاد محاورنا قائلا : "طبعا يسعدنا أن تكون الأشغال على مقربة من الانتهاء كما جاء على لسان رئيس الحكومة، فهذا أملنا، والجميع يتطلع الى رفع المعاناة على الفئات المتضررة من الزلزال لاسيما بعد حملة التضامن الواسعة التي لقيتها على طول وعرض المملكة، غير أن السؤال حول بطء وتيرة الإنجاز أو غيابه أحيانا، يبقى مشروعا كذلك ، لأنه ( أي السؤال) يعكس حرص الجميع على إنهاء هذا المشكل في أقرب وقت وعلى ضمان مصداقية وشفافية عملية إعادة الإعمار، في أفق ان تعود المنطقة إلى ما كانت عليه، بل وإلى الأحسن".