النقيب مفتاح يدعو إلى الاستنفار لمواجهة من يتربصون بمهنة المحاماة 

النقيب مفتاح يدعو إلى الاستنفار لمواجهة من يتربصون بمهنة المحاماة  رضوان مفتاح، النقيب السابق لهيئة المحامين بسطات
أكد الأستاذ رضوان مفتاح، النقيب السابق لهيئة المحامين بسطات أنه لا اختلاف على دقة المرحلة التي تمر منها مهنة المحاماة بالمغرب؛ لكن الاختلاف هو حول أسلوب التعامل مع المرحلة كل من موقعه ومن زاوية رؤياه.

وزاد نائب رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب، في نداء موجه للمحامين على خلفية اللقاء الوطني الذي دعت له الجمعية يوم السبت 21 شتنبر 2024 بالرباط، أن من تطوقه المسؤولية هو غير المتحرر منها؛ ومن يُعتبر كالشاطر غلطته بعشر؛ هو غير المتحلل من لغة الحسابات التي يتعين إعمالها في رقعة الشطرنج إعمالا لمبدأ الكسب والخسارة، على اعتبار أن المسؤول يُحاسب عن الخسارة ولا يُحاسب عنها غيره، والتزامه هو أقرب إلى تحقيق النتيجة منه إلى بذل العناية ولهذا حصل على أصوات القواعد وتزكيتهم.
 
وتابع النقيب رضوان مفتاح قائلا: 
"وكما أنه لا اختلاف بيننا حول ما سبقت الإشارة إليه أعلاه؛ فالأهداف واحدة ومتفق عليها، مهنة قوية وفاعلة ومسار تشريعي مسؤول ومحصن للمكاسب، ولا بديل عن النضال أسلوبا كونيا للذود عن حِمى القلاع، خاصة حينما تُغلَّقُ الأبواب ويَصُمًّ المخاطِب آذانه عن سماع المطالب المشروعة؛ عندها تذوب الخلافات ويلبس الجميع درع حروب تُعدُّ فيها كل الأسلحة مشروعة أمام نُبل الغاية؛ ويتم تأجيل جلسات المحاسبة إلى حين؛ فلا أحدًا راضٍ عن تصرفات الآخر ومواقفه؛ وسُخط القواعد لا حدود له ولهم الحق في ذلك بإعمال منطق انتظاراتهم؛ ولكن وجب توضيح الرؤيا أمامهم وإزالة الضباب؛ فمن له رؤيا حقوقية غير من تطوقه السياسة، ومن همه مهني تكون معاناته أكثر ممن له مصلحة خاصة فليس كل ما يلمع ذهبا، ولقد أُعدم جاليلي لأنها تدور وعاش جلادوه ردحا من الزمن قبل أن نكتشف أن الظلم قد طال الرجل. 

 
اليوم؛ وَحَّدتنا الأزمة لأن سفينة مهنة المحاماة تجمعنا، فكل ركاب تايتانيك غرقوا وقتها أيا كانت درجة إركابهم، واليوم وحدتنا السياسات العمومية؛ وما السيد وزير العدل الحالي إلا جهة تنفيذ موكول له أمر تنزيل ما تقرر في الغرف المظلمة؛ وبالتالي فخلافنا واختلافنا هو مع المنظومة وليس مع شخص؛ ولو كان هذا الشخص يجتهد في تنفيذ ما أوكل له أكثر من غيره؛ ومتى كان الأمر كذلك؛ فإن ما تقرر في مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب هو إسماع صوت المحامي لمن يهمه أمر المنظومة ككل بشكل جماعي وبالقوة العددية والمعنوية اللازمة، ولهذا وقع الاختيار على الفضاء (مسرح محمد الخامس) وعلى التاريخ واليوم (السبت) وعلى الهيئة المستضيفة (هيئة الرباط) كي لا يكون لأحد عذر مقبول عن التخلف. 
 
اللقاء زميلاتي زملائي؛ هو لإسماع الصوت أكثر منه للاحتجاج؛ ولهذا تمت دعوة العديد من الفعاليات الحقوقية والسياسية لحضوره؛ هو لقاء وطني للمحاماة باعتبارها درع الصف الأول لحماية الحقوق والحريات والحصن الذي يلتجأ إليه حماة الدستور على اختلاف مشاربهم؛ هو تجمع نتمناه حاشدا ليتم إعماله لاحقا حجة في مواجهة من يعتمد أسلوب النعامة أمام العاصفة التي نتجنب مسارها جاهدين؛ وكلنا استعداد للنفخ فيها متى اضطررنا لذلك؛ إن لم يحسن الآخر الاستماع إلى صرختنا عند اللقاء أو صم آذانه عن ذلك، لأنها الصرخة الأخيرة قبل الصمت الذي يسبق العاصفة؛ سندنا الشرعي فيما قرره مكتب الجمعية قوله تعالى {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} وبلغة البشر الخطاء لن نسطر للنضال برنامجا إلا بعد أن نبعث برسائل واضحة على أننا مكرهين عما سنخوضه من مواقف يكفلها لنا الدستور الذي نروم تحصينه؛ وأما سندنا الذي مصدره أعرافنا وتقاليدنا؛ أننا دعاة حوار أولا وبشهادة كل الفعاليات المجتمعية التي ستحضر يوم السبت المقبل؛ قبل إعمال كل الأساليب النضالية لفرض ما نحن فيه على حق، أو لم يقل ياسر عرفات يوما ما ''... لا تسقطوا الغصن من يدي'' وكانت نتيجة إسقاط غصن الزيتون هي ما يقع في الأراضي المغتصبة اليوم حيث خيم اللا أمن على الجميع بمن فيهم المحتل. 
 
وعليه؛ ولكي يكون صوتنا كاسرا ومدويا يصعب صَمَّ الآذان دونه، وجب أن تكون كل الحناجر حاضرة داخل قاعة مسرح محمد الخامس بالرباط وخارجها متى ضاق بنا الفضاء؛ فهو الإنذار الأخير؛ ليعرف الجميع أن جسم المحاماة موحد؛ وأننا على كلمة رجل واحد من أجل مسار تشريعي مسؤول ومحصن للمكتسبات الحقوقية والدستورية؛ وحظور الجميع هو فرض عين وليس فرض كفاية، فلا عذر للمتخلفين إلا من كان عذره قاهرا؛ لأن المعارك المبدئية تتطلب التضحية وليس أقله التنقل عبر كل وسائل النقل المتاحة إلى مدينة الرباط يوم السبت 21 شتنبر 2024 والتواجد على الساعة الثالثة زوالا بمسرح محمد الخامس لتكون أنتَ المحامي وأنتِ المحامية صناعا لتاريخ مهنتكم، إما استجابته للمطالب أو نضالا لا حدود له نجمع عليه وعلى شكلياته وأساليبه؛ فلا تتخلفوا ولا تتفرقوا؛ فكلنا في الهم مهنة محاماة...