هل عودة حرارة النقاش حول الواقع الرياضي بوزان المتزامن مع الاستعدادات الجارية لانطلاق الموسم الرياضي، يجوز تصنيفه كصحوة من بين صحوات أخرى لربما وعى أهل وزان دورها المحوري في التنمية الترابية لدار الضمانة التي تراوح مكانها لعقود؟ أم أن ما يجري بين هؤلاء وأولئك من تراشق كلامي وضرب تحت الحزام يمكن اعتباره مؤشرا سلبيا، ومحاولة لصرف النظر عن انجازات واعدة حققتها فرق رياضية في الموسم الرياضي السابق؟ أم أن هناك محاولات حثيثة من طرف البعض لضبط الرياضة على أجندات سياسية بدأت طبولها تقرع؟ أم يتعلق الأمر فعلا بمواجهة مفتوحة بين الصقور والحمائم، أو الملائكة والشياطين في علاقتهم بالمال العام وباقي المداخيل؟.
احتقان القطاع الرياضي بوزان، وخصوصا أزمة فريق كرة القدم الذي لم يفلح أهل دار الضمانة لحد اللحظة تجاوز عقدة الإسم، حيث ظلوا سجناء أمجاد الفريق الأمرحتى وهو يراوح موقعه الميكروسكوبي لعقود، علما بأن ساحة رياضة كرة القدم بوزان قد تعززت بفريق جديد؟ أكده ( الاحتقان) الاجتماع الطارئ، في توقيته، ومكونات حضوره، ومداولاته، ومخرجاته، الذي ترأس أشغاله عامل الإقليم بحضور مساعديه الأقربين، ورئيس مجلس جماعة وزان، ورئيس المجلس الإقليمي، والمديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ورئيس فريق شباب أولمبيك وزان لكرة القدم، و رئيسة فريق " شابات أمل وزان لكرة القدم النسوية ".
الاجتماع حسب أكثر من مصدر عجلت بعقده التطورات المفاجئة ذات الصلة المباشرة بالمدارس الرياضية التي قرر مكتب جمعية شباب أولمبيك وزان لكرة القدم بأن تكون مدرسته مجانية ، والتزام مكتب الجمعية تغطية نفقات الألبسة والأحذية الرياضية ....لكل الأطفال الذين سيلتحقون! أما على شط الضفة المقابلة فتوجد مدرسة أخرى تسيرها جمعية مستقلة و تحمل نفس الإسم، وتتوفر على وصل الإيداع القانوني الذي يثبت ذلك، تقدم خدماتها الرياضية للأطفال بمقابل مالي . احتدام النقاش بين فريق مدرسة المجانية وفريق مدرسة الأداء، حضر فيه بقوة الجانب القانوني والحكامة الرشيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة ... أما الاجتماع الذي ترأسه عامل الإقليم فما تسرب عنه من معلومات رغم شُحّها يفيد بأن تراشقا بالكلام حدث بين زيد وعمر، لا تفسير له غير أنه مبوصل على أجندة معلومة!.
ما يحث بالقطاع الرياضي بوزان الذي لا تشكل قضية المدارس الرياضية التي طفت فوق السطح في الأيام الأخيرة، إلا تجليا بسيطا لاختلالات عميقة يعيشها القطاع من سنوات رغم بعض اشراقاته، وجب قراءته (الوضع) على ضوء ما كان قد جاء في الرسالة الملكية الموجهة للمشاركات والمشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات يوم 24 أكتوبر 2008، التي نقتطف منها ما يلي " ومن التجليات الصارخة لاختلالات المشهد الرياضي، ما تتخبط فيه الرياضة من ارتجال وتدهور واتخاذها مطية ، من لدن بعض المتطفلين عليها ، للارتزاق أو لأغراض شخصية ، إلا من رحم ربي من المسيرين الذين يشهد لهم تاريخ الرياضة ببلادنا بتضحيتهم بالغالي والنفيس من أجلها ...."
أما بعد
اذا كان الملك محمد السادس قد عبر في ذات الرسالة عن ما يعلقه من " آمال على هذا الملتقى ، في بلورة انطلاقة جديدة تكفل النهوض بأحوال الرياضة المغربية . ولن يتأتى ذلك إلا بتجاوز ما يعيقها من اختلالات منافية لنبل أهدافها ومناقضة لدورها الحيوي، في ترسيخ المواطنة الكريمة والغيرة الوطنية وبناء مجتمع ديمقراطي حداثي سليم"، فإن مختلف المتدخلين على مستوى إقليم وزان مطالبين بالتنزيل الفعلي لما جاء في الرسالة الملكية، ولا مدخل لذلك غير التعجيل بتنظيم ملتقى إقليمي للرياضة، يشارك فيه كل من يوجد في احتكاك بالقطاع، على أن يسترشد فيه الجميع بما جاء في الرسالة الملكية المشار إليها أعلاه . أما اللجوء المستمر لمقاربة اطفاء النيران متى اندلعت، فلن يفلح أصحاب هذه المقاربة مهما كانت مواقعهم/ن في إيجاد حلول جدرية لأزمة بنيوية تضرب قطاع الرياضة بوزان المدينة كما الإقليم ، وبالتالي ستظل عجلة التنمية بوزان معطلة الدوران، كما هي معطلة عجلات أخرى!.