شمَّسَ/ شمَّسَ لـ، يشمِّس، تشميسًا؛ فهو مُشمِّس، والمفعول مُشمَّس.
شَمَّسَ الشَّيءَ: عَرَّضه للشَّمْس لِيَجِفَّ.
شَمَّسَ الدَّابَّةَ: نَفَّرَهَا.
شمَّس لي فلانٌ: أبدى عداوتَه لي.
يفيدنا معجم اللغة العربية في تحديد المعنى الحقيقي للاسم الذي اختاره نور الدين عيوش لوكالته الإشهارية (وكالة شمس للإشهار) التي تأتي، بقدرة قادر، على الأخضر واليابس في هذا المجال؛ فالأمر لا يتعلق البتة بالإنارة والتنوير، ولا بالسطوع والإضاءة، بل بتشميس المغاربة والتشميس لهم. والمعنى واضح لا لبس فيه، كما يوضحه معجم اللغة. ولذلك، فالعلاقة غير اعتباطية بين الاسم والمسمى، ويدرك "الإشهاري الأول" في البلاد أنه "خُلق" من أجل تجفيف الملايير والتشميس للمغاربة الذين ضاقوا ذرعا بالصفقات التي تخطئ كل المتنافسين من العرب والعجم لترسو، في نهاية المطاف، على شركات عيوش، وعلى شركات أبنائه، وكأن شمسه لوحده التي "تضوي البلاد"!
آخر صفقة "لهفها" نور الدين عيوش هي الصفقة المتعلقة بالحملة التواصلية لعملية الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024، والتي تبلغ قيمتها 1 مليار و673 مليون سنتيم. وكانت وكالة "شمس" نفسها قد "لهفت"، قبل سبعة أشهر، صفقة أطلقتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون قيمتها 399 مليون، وتتعلق بـ" استراتيجية التواصل والإبداع الفني وتنفيذ الحملات الإعلانية"!
فما هو السر وراء "نجاح" هذا الرجل في الوصول إلى مبالغ طائلة من أموال الشعب المغربي في كل مناسبة وحين ودون أن "يزكل" أية فرصة، في الانتخابات كما في الإحصاء، بل إنه لا يزكل أي فرصة لينتفع أبناؤه من الصفقات الكبرى، وخاصة في مجال السينما والتلفزيون؟ ما السر في أن أموال المغاربة تعرف "آل عيوش" دون غيرهم من المستثمرين الآخرين الذين لا يفوزون إلا بالفتات، وبما "عافت الشمس". ذلك أن آل عيوش يتحركون في كل القطاعات الحيوية من أجل أن يُشَمِّسوا المغاربة ويُشَمِّسوا لهم؛ أي يعرضونهم للنهب ليجفُّوا ويُنفرهم من أي أمل في المستقبل، خاصة أن المبالغ مهمة جدا. ولهذا لا غرو أن يكون عراب آل عيوش هو "الجمعوي الأول"، و"هو محارب الأمية الأكبر"، وأن تفوق "كبدته الوطنية" كل الأكباد الأخرى التي أنتجتها التجارب والمحن، وأن يكون أحد أبنائه هو "السينمائي نامبر وان" في المغرب، وأن تفوز شركته "عليان" بجميع الصفقات الكبرى، وأن تسهر على "إبراز طاقات تلفزيونية وكفاءات سينمائية جديدة وخلاقة وإيجاد فرص للشغل وإحداث صناعة سمعية بصرية حقيقية في المغرب"، بل أن تحدد أفق الصناعة السينمائية بالبلاد، وأن تنتج الأفلام الأمازيغية والدكالية والحرزية والريفية والجبلية، وأن تلهف الملايير من أجل بناء "سينما القرب" أو من أجل تجهيز المركبات الثقافية بأدوات العرض السينمائي.. إلخ.
إن التشميس الذي ينهجه نور الدين عيوش يعني في المقام الأول احتكار صناعة الإشهار، والبحث عن كل السبل التي تؤمن له هذا الاحتكار، وخاصة كلما تعلق الأمر بالصفقات الكبرى.