أريري: سمك وسلاطة عند طارق.. أقدم تونسي في الكوت دازير

أريري: سمك وسلاطة عند طارق.. أقدم تونسي في الكوت دازير الزميل عبد الرحيم أريري مع النادل التونسي جمال
إذا كان القلب هو أهم عضو في جسم الإنسان، بحكم أنه العضو الأنبل Noble لقياس صحة المرء، فإن المطاعم هي أهم مؤشر لمعرفة شدة جاذبية المدينة وقوتها الإشعاعية.
 
مدينة Antibes الموجودة بساحل (Côte d'Azur) بفرنسا، تنهض كأحسن مثال للبرهنة على ذلك. إذ رغم صغر مساحتها وتواضع عدد سكانها، فإن المدينة تضم 196 مطعما مصنفا، دون احتساب محلات "الكباب" والسناك و"الفاست فوود" وما شاكل ذلك.
 
رقم 196 مطعما، يبقى رقما ضخما في مدينة من حجم Antibes (75.000 نسمة) ، مقارنة مع باقي المدن الفرنسية الأكثر وزنا من الناحية الديمغرافية. إذ يكشف الرقم أن المدينة تضم 0،25 % من مجموع مطاعم فرنسا، علما أن  Antibes لا يقطن فيها سوى 0،1 % من مجموع سكان البلاد. بمعنى آخر ففي هذه المدينة الشاطئية نجد مطعما لكل 382 مواطنا، أي أكثر من باريس التي لا تضم سوى مطعما لكل 410 مواطنا. ( للمقارنة الدارالبيضاء الكبرى لا يوجد فيها سوى 356 مطعما مصنفا لساكنة تتجاوز 4 ملايين نسمة تقطن بالعمالات الأربع المكونة لها في التقطيع القديم : البيضاء، المحمدية، النواصر ومديونة، أي مطعما لكل 11.235 مواطنا !).
 
وهذا دليل عافية مدينة Antibes ودليل جاذبيتها ودليل ديناميتها، بحكم ما يجلبه قطاع المطاعم من رواج اقتصادي ومناصب شغل وما يخلقه من تنشيط للحياة الحضرية سواء بالنهار أو بالليل، فضلا عن ما يتيحه من إحساس بالأمن والأمان لكل من يتجول بالشوارع والأزقة.
 
اليوم فضلت تناول العشاء في الحي القديم بمدينة Antibes، وبحكم عادتي وتجربتي، لم أعتمد على وصايا "أبناء الحاج غوغل" وما يضعونه من جمجمات وتعليقات على هذا المطعم أو ذاك، بل أومن بحدسي الذي لم يسبق أن خذلني سواء بالمغرب أو بالخارج.
 
المطعم الذي اخترته اسمه Chez Marguerite بالساحة المركزية للحي القديم بالمدينة Place Nationale، وبفضل حدسي كنت بالصدفة الزبون المدلل هذا المساء.
 
فمن خلال السحنة واللكنة، فطن صاحب المطعم إلى أني مغربي، وقال لي:" مرحبا بك، أنت في دارك . أنا تونسي وأملك ثلاثة مطاعم هنا، واحد منها مغربي يوجد بالمارينا، يحمل اسم majorelle"، مختص في المطبخ المغربي الأصيل، وان كنت مقيما هنا أو مازلت سائحا عندنا، أدعوك لزيارته، وستسعد بمقابلة طاقم مغربي مائة في المائة بالمطعم".
 
شكرت طارق (مالك المطعم، وهو من قدماء المهاجرين التوانسة بساحل "الكوت دازير" حسب ما قاله لي)، ونادى على النادل جمال( وهو تونسي أيضا)، وأوصاه بالقول :" هذا زبون VIP"، مانحتاج نوصيك عليه ".
 
والحق يقال أني كنت فعلا الزبون المدلل هذا المساء بمطعم "مارغاريت"، حيث تناولت بنهم طبق سلاطة exotique وسمك loup-Bar بالأرز .
 
وما أن أنهيت وجبتي وغادرت المطعم  في حدود الساعة التاسعة ليلا، قاصدا موعدا آخر بساحة "ديغول"، حتى كانت الساحة المركزية غاصة بحوالي 450 زبونا ملأوا مقاعد المطاعم العشرة الموجودة بهاته الساحة التاريخية.