على بعد 17 كيلومترا شمال مدينة أكادير، تقع جماعة أورير المتاخمة للطريق الوطنية رقم 1، وبمحاذاة من أكبر منتجع سياحي في المغرب "تغازوت"، حيث لا يزال أهاليها محرومين من خدمات شبكة الصرف الصحي والتطهير السائل، رغم الوعود التي تلقوها والشكاوى التي رفعوها للمسؤولين لعشرات السنين، وفاتورة الخدمة تؤدى نهاية كل شهر.
وفي جولة بالموقع، فإن عددا من أهالي المنطقة الذين تحدثوا لـ"أنفاس بريس"، ما يزالون يتساءلون عن السّر وراء حرمان حي "زكومّي" بالجماعة الترابية أورير، شمال أكادير، بكامله من خدمات الصرف الصحي والتطهير السائل رغم أنهم يؤدون فاتورته شهريا لفائدة الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات (RAMSA) لأكثر من 20 عاما".
ونبّه هؤلاء في حديثهم لـ"أنفاس بريس"، أنهم "ضارقوا ذرعا من كثرة الاجتماعات واللقاءات والوعود التي تلقوها من المسؤولين، وعلى وجه الخصوص من الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات، من دون الاستفادة من خدماتها، حتى أن المطمورات الخصوصية التي يعمد أهالي المنطقة وساكنتها لطمي مياه الصرف الصحي بها امتلأت عن آخرها، وسارت تهدد أساسات المباني تآكل معها الحديد والخرسانة".
ولم تنفع الاجتماعات التي عقدت بين ممثلي السلطات المحلية والجماعة الترابية والوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بأكادير RAMSA، لتدارس المشكل الذي عمر طويلا، حيث أن اقتراح ثلاث مواقع عقارية لإنشاء محطة للضخ، غير أن الوكالة تتشبّت بتعويض 100 درهم عن كل متر مربع للوعاء العقاري الذي سيتم عليه تشييد المحطة، وهو ما يجعل المقترح أمرا مستحيلا بالموقع الذي يتجاوز سعر عقاره أضعافا مضاعفة"، يشرح متحدثو "أنفاس بريس".
كما لم تشفع وعودا تلقتها الساكنة لتصفية المشكل والبحث عن وعاء عقاري، بعدما تم إنقاذ بعض الأحياء بالمنطقة عبر إطلاق صفقة للربط بشبكة الصرف الصحي، ليتم ضخّها بالقناة المتواجدة وسط الطريق الجماعية رقم 8، رغم وجود اتفاقية شراكة بين "الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات" (RAMSA) والمجلس الجماعي لأورير.
وتساءل هؤلاء في حسرة وتعسر: من غير المعقول أن يتم ربط منزل في منطقة قروية بما لا يقل عن 12 ألف درهم ، وهو لا يستفيد البتة من خدمات التطهير السائل، بل من الأهالي من طولب بأداء 7 ملايين سنتيم لربط بيته بالماء الصالح للشرب وشبكة التطهير السائل مغيبة. على الرغم من غياب هاته الخدمة تؤدى في فاتورة الاستهلاك الشهري ومدرجة في نفقاته".
بعض أهالي المنطقة لوّحوا بإفراغ "مطمورات الصّرف الصحي" وتركها تسيل على الطريق الوطنية رقم 1، حينها سيفهم ويعي المسؤولون حقيقة معاناة أهالي "زكومي" الذين مازال حظهم من التنمية لم يصل بعض بسبب تجاذبات وصراعات سارت ضحيتها الساكنة، علّ السعيد أمزازي والي جهة سوس ماسة يتدخل بصفتها مسؤولا ترابيا ورئيس مجلس إدارة الوكالة المستقلة المتعدّدة الخدمات بأكادير.