هل حجة تقريب المواد من الطالب عبر تسجيل مواد التدريس في فيديوهات حجة مقنعة؟ أم أن تلك التسجيلات لا تعدو أن تكون سوى وسيلة لتخفيف الضغط، ولإفراغ المدرجات والقاعات من الطلبة إلى مستويات تفوق ما خلفته كورونا من تفريغ للطبة من المدرجات ؟
أليس ترتيب الجامعات المغربية عالميا في الحضيض على مستوى إنتاج البحث العلمي؟ هل سترفع تلك التسجيلات المطلوبة درجات جامعاتنا، خاصة على مستوى نوعية وجودة التكوين!؟
ألن يزيد التشجيع على التدريس عن بعد في من مأزق أداء الجامعة المغربية على المستوى التكوين البيداغوجي، ناهيك عن مستوى البحث العلمي؟
أي إضافة نوعية سيزيد التعليم عن بعد ذلك الذي تسطره وزارة التعليم العالي كأولوية لمخططاتها الهجينة للترويج لوهم الرفع من مستوى تكوين الطلبة المغاربة؟
هل حقا الدروس المسجلة وسيلة مبدعة لمعالجة الاكتظاظ في الجامعات المفتوحة؟ أم انها وسيلة لإبعاد الطلبة عن واجب الحضور الى الجامعات ومزاوجة التكوينات النظرية بالتكوين الجامعي بمفهومه الشامل الذي يهدف الى تكثيف العلاقات وتطوير شبكة التواصل وصقل شخصية الطالب المغربي من كل الجوانب، على مستوى التدبير العلائقي والمادي والمعرفي والبيداغوجي والبحثي، بما يفتح باب النجاح ويضمن مستقبل العطاء الحياتي عامة والمهني خاصة؟
أليست خطة إبعاد الطالب عن حضن الحرم الجامعي عبر الإغراءات المالية مهينة للأستاذة والأستاذ، وذلك عبر دفعه إلى تسجيل محتويات المواد المدرسة في فيديوهات فارغة من روح التفاعل والشرح وروح التحفيز وبناء الذات الطلابية.؟
ألا تتضمن حماسة السيد وزير القطاع بتخصيصه تلك الدريهمات الحاطة من كرامة الأستاذ باعتبارها مقابلا لتسجيل الأساتذة مواد المقررة في فيديوهات تقرأ محتوياتها قراءة الأخبار التلفزية وتسجيلها كبضاعة، إهانة للأستاذ الذي يساهم بشحمه ولحمه في تدمير استاذيته التي لا تكتمل إلا بتمازج روح الأستاذية والأبوة ،وبشرح العلم والمعرفة مفعمين بطاقة التوجيه للقدرات الطلابية نحو الشرح والتحليل و التركيب والتساؤل والنقد والإبداع؟
كيف سيتحقق ذلك التوحيه كله عبر سياسات تهجير الطلبة من الكليات وحرم الجامعات وتفاعل المدرجات الى وجهة الكسل والخمول وإغواء تفاهة وسائل التواصل والانجراف نحو العزلة والسلبية والانزوائية؟
عجبا ايها الإستاذ الجامعي المغربي! أحقا ستستسلم لإغراء صدقة وزارة الميراوي ديال " جوج ريال تصرفها في ظرف أسبوع "، بينما انت بكينونتك ونبل أدوارك تساهم في تهميش دورك ودور الأستاذ والأستاذية، وحرمان أجيال من مستقبل جودة تكوين أبناء الوطن؟
فبعد ما خلفته جائحة كورونا من تفريغ للطبة من للمدرجات وارتفاع ظاهرة عزوف الطلبة عن الحضور، أضحى التفكير في طرق ارجاع الطلبة الى حضن الجامعة المغربية من بين انشغالات الأساتذة، وذلك حتى يكتسب الطلبة طرق التفاعل العلمي الإيجابي والمبدع مع تدفق أنهار المعلومة الذي اضحى متاحا، فكيف تفتق إبداع مسؤولي الحكومة في وزارة التعليم عن اختيار ينحو في اتجاه يدعم إفراغ المدرجات والقاعات من الطاقات الطلابية وليس العكس؟
أليس من يسجل ويقيد، يجعل نفسه مساهما في تراجع دور الجامعة، وفي انحطاط مستوى خريجي الجامعات العمومية مما يشجع ويحفز على تهجير مدخرات جيوب المغاربة نحو جشع صناديق رأسمال الجامعات الخاصة؟
هل الأستاذ الجامعي المغربي أضحى مجرد أداة تمرر عبره شطحات كل من أوكلت إليه حكومة قائمة مسؤولية القطاع، أم أن دور الأستاذ الجامعي هو الإسهام في بلورة الرؤى والسياسات وكبح جماح كل كبوة تخرق ميزان التوازن العلمي البناء بيداغوجيا وبحثيا، واقعا وآفاقا؟