بعد إعلان فوز الفرنسي باتريك موديانو بجائزة نوبل في الآداب لهذا العام، برز مجدداً سؤال: متى يفوز بالجائزة نفسها كاتب عربي لينضم إلى نجيب محفوظ الذي نالها عام 1988، خصوصاً بعد أن تكرر في وسائل إعلام عربية طرح اسم أدونيس وربما آسيا جبار، باعتبارهما مرشحين "بقوة" لنيل ذلك الشرف؟
يقول الشاعر والمترجم المصري محمد عيد إبراهيم: حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل كان لضرورات سياسية جنب الضرورات الإبداعية، فمع أن نجيب محفوظ روائي عربي رائد، إلا أنهم وضعواجنب ذلك للأسف تأييده لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، لكن المركزية الأوروبية عودتنا دائماً على تركيزها على رموزها ومحاولة وضع رموز جديدة وإن كانت متهافتة، فالسنين الأخيرة في عمر الجائزة لم تعد تقدم نماذج باهرة فنياً، بل نماذج ترضى عنها تلك المركزية الأوربية أو أنها تنخرط ضمن السياق الأوروبيّ بدرجة أو بأخرى، وهو ما جعلها تختار هذا العام أيضاً روائياً فرنسياً وتضرب صفحاً عن أي روائيّ آخر سواء كان إفريقياً أو عربياً.
كما أن العرب، يضيف إبراهيم، لم تعد لهم قائمة منذ معاهدة السلام، بل تتدهور أحوالهم يمينا ويسارا، حيث تضعهم أميركا ومركزية أوروبا في صراع حتى مع أنفسهم، حتى يتخلوا عن فكرة محاربة الآخر العدواني الزنيم المزروع وسطهم! ولذلك لم تعد لهم أهمية تذكر في صناعة التاريخ العالمي، صاروا وراء التاريخ، في ذيل قائمة العالم.
ويرى محمد عيد إبراهيم أن ذلك لا ينفي أن هناك في العرب أسماءً كثيرة تستحق هذه النوبل، على رأسها أدونيس. فالرجل قامة كبيرة شعرياً ونقدياً، مهما اختلفنا أو اتفقنا معه، وغيره كثيرون. وأعتقد أننا لا يجب أن نعوّل كثيراً على الجائزة في تكريس مبدعينا، فهناك وسائط أخرى لتكريسهم والدعاية لهم.. علينا أن نبحث عنها مع أننا فاشلون حتى الآن في كلّ شيء، ضمن مجتمعاتنا وضمن عوالمنا الصغيرة، فالإرهاب لا يزال موجوداً، سواء كان إرهاب الدولة أو إرهاب الجماعات المتطرفة أو حتى إرهاب الفرد العادي تجاه أخيه قبل الآخر. وأرى أن العداوات السطحية بين المثقفين تكفي لوضع غطاء كاف على ما يبدعون.. فلماذا يهتم بهم الآخر وهم كلهم "دواعش" ضد بعضهم البعض!
(من تحقيق أجراه الشاعر والصحفيّ علي عطا، لمجلة "لها")