أحمد بومعيز: سجال مشاركة الأساتذة  في الإحصاء.. ذلك النقاش " الآوت" "OUT"

أحمد بومعيز: سجال مشاركة الأساتذة  في الإحصاء.. ذلك النقاش " الآوت" "OUT" أحمد بومعيز
أثارت تصريحات غالي ، المسؤول داخل هيئة حقوقية ، والصيدلي ضمن خريجي كلية روسية بعد منتصف التسعينيات ، أثارت تصريحاته الأخيرة حول مشاركة أساتذة التعليم في الإحصاء العام للسكان المزمع تنظيمه ، كما جرت القرارات من قبل ، كل عشر سنوات من قبل المندوبية السامية للتخطيط ، ردود أفعال متباينة ، وخلقت سجالا وسط المهتمين والمعنيين والمتتبعين للشأن العام المغربي .

وحسب أو وفق ما قاله غالي ، فإن مكان الأساتذة هو الأقسام والتدريس ، وأن مهمة الاحصاء يجب أن يتولاها غيرهم ،ومن بين من  يجب أن يتولاها ...المعطلون ..
 
واستمر السجال والنقاش بعد تصريحات غالي إلى أن بات" تنمرا" أو نكات جديدة في / على شخصية المدرس والأستاذ ، على منوال أو شاكلة ،  ...أنه بعد نهاية موسم الاحصاء يمكن الاستمرار في العمل في جني الزيتون ..وغيره..
 
وهنا ، وكرأي في هذا السجال المستمر ، أعتقد أن موقف وتصريحات غالي لن تخرج عن الفرضيات التالية :
- قد يكون غالي ، المسؤول و الحقوقي واليساري الراديكالي والصيدلي .. قد أراد بتصريحاته تلك ،أن يصحح مسار التشغيل في المغرب ، ويحل معضلة البطالة ، وذلك بتوفير المناصب المالية الخاصة بالإحصاء ، وتوجيهها  إلى المعطلين . وفي ذلك إبداع وتخريجة سوسيو اقتصادية، وتدبير لأموال الدولة ، وحكامة فذة غابت عن كل المسؤولين والمحللين ، من اليمينيين إلى أقصى اليساريين !!؟
- وقد يكون غالي ، وبصفته الحقوقي ،أنه أراد الدفاع عن حقوق العاطلين بإيجاد شغل لهم بمناسبة الإحصاء، سيعفيهم عن البحث عن الشغل و الوظيفة مستقبلا ، وبذلك يحل غالي مشكل التشغيل ،وتكون الدولة والمجتمع والأمة والحزب والجمعية والرفاق والمعطلون ...ممتنون لغالي ولعبقريته ونضاله !!؟
- وقد يكون غالي ايضا قد أراد استقطاب رفاق جدد للهيئات السياسية والحقوقية التي ينتمي إليها باظهار ضعف المؤسسات في تدبير مناصب الشغل !!؟
- وقد يكون أيضا قد بدأ يفكر في أعلان نظرية اقتصادية جديدة ، على أنقاض ما تعلمه من نظريات ماركسية ، نظرية جديدة منقحة لها من المصداقية والراهنية والواقعية  ما يكفي كي تحل مشكل التشغيل والكدح في المغرب !!؟
- وقد يكون غالي بتصريحاته تلك ،  يقصد تصحيح مسار ومنهجية المندوبية السامية للتخطيط، بأن توظف كل الموظفين الذين تريد في الإحصاء، مع استثناء الأساتذة بعينهم ، وتبدلهم بالمعطلين دون سواهم !!؟
- أو يكون غالي قد أراد أن ينبه إلى أن مشكل التعليم يكمن في تكليف الأساتذة بالإحصاء!!؟
- وقد يكون غالي قد أراد أن يمازح الأساتذة ، أو يستفزهم ، كي يقيس درجات ما تبقى من صدى احتجاجاتهم ، بعد ما سلف منها في بداية الموسم الدراسي الفائت!!؟؟
- وقد يكون غالي قد اخطأ موضوع اهتمامه واختصاصاته أصلا ، ودخل في هلوسات ، تحيل على نقاش هامشي ومجاني ، والرأي العام في غنى عنه راهنا !!؟؟
- وقد يكون أيضا غالي قد فقد بوصلة المنهجية التي تبناها بعد أن  تعلمها نظريا فقط في زمن الاشتراكية، واختلطت عليه الآن ، المفاهيم والتناقضات  ...من الثانوي إلى الرئيسي ...!!؟؟
- أوقد يكون غالي قد تعمد الهجوم على الأساتذة دون غيرهم من المكلفين بالإحصاء، مع العلم أنهم لا  يمثلون إلا الثلث من
مجموع الطاقم الذي أعدته المندوبية السامية؟؟!! ، ومع العلم أيضا أن كل عمليات الاحصاء السابقة كان قطب رحاها، والمكلفون كباحثين خلالها ، هم الأساتذة .
 
وهكذا ، وبعد كل هذه الفرضيات ، وإن ، أو لو حدث ، أن سلمنا جدلا بصحة إحداها ، أو كلها .  ورغم كل التبريرات التي قد نجدها لغالي ، فالاستنناج الوحيد والممكن ، هو أن تصريحات غالي كانت فعلا " آوت " "Out" ، وأنها كانت خارج سياق الموضوعية ، وخارج سياق الخطاب الحقوقي المفترض والملزم لغالي ، وخارج سياق الواقعية .. وحتى خارج سياق الاعتراف بأهلية أطر التعليم لأداء مهامهم الرئيسية وهي التدريس، إن كان غالي يعني ذلك بالصدفة .