عزيز الداودي: الجزائر.. حملة الرئاسيات بين المقاطعة الشعبية وعجز المترشحين عن اقناع الناخبين

عزيز الداودي: الجزائر.. حملة الرئاسيات بين المقاطعة الشعبية وعجز المترشحين عن اقناع الناخبين عزيز الداودي
اختار عبدالمجيد تبون وزير الداخلية مديرا لحملته الانتخابية مكرسا الشعار الذي رفعه الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة " اللعاب احميدة والرشام احميدة" بمعنى انه بالرغم من قبول ترشيحات 3 من المترشحين للانتخابات الرئاسية الا ان الإنتخابات  نتائجها محسومة مسبقا ومنذ الدور الأول وان الرئيس المنتهية ولايته سيفوز لا محالة بولاية ثانية وستفصل النتائج على المقاس كما جرت العادة سواء ما تعلق بنسبة المشاركة التي سيتم تضخيمها او بالنسبة لعدد الاصوات التي سيتحصل عليها كل مترشح.
 
فالشعور العام لدى الأغلبية الساحقة من المواطنين الجزائريين هو الاحباط الذي سيدفعهم لا محالة إلى مقاطعة إنتخابات صورية بلعب فيها المتنافسون دور الكومبارس في مسرحية رديئة الإخراج.خصوصا اذا كان الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي افضع بكثير مما كان عليه من قبل واذا كانت نسبة التضخم مرتفعة بشكل كبير وارخت بضلالها على اسعار المواد الغذائيه والاولية .ناهيك عن العزلة الداخلية والخارجية التي يعاني منها النضام الجزائري حيث تقلص دور الديبلوماسية الجزائرية إلى أدنى مستوى بفعل سياسة العداء لدول الجوار حيث لم يفلح الا في صناعة المزيد من الخصوم يمينا و شمالا عبر خطاب شعبوي والة إعلامية هدامة نجحت الى حد ما في زرع بذور الحقد والكراهية بين الشعوب المغاربية .
 
ولا ادل على ذلك ما تشهده مجرد مباريات عادية لكرة القدم من تهييج وشحن  كاد يكون ضحاياه في كثير من الأحيان لاعبون شباب لا ذنب لهم الا لكونهم دافعوا عن الوان بلدهم.تحت مسمى الجزائر الجديدة المنغلقة والمنكمشة على نفسها والمانعة للسماح بتحرك الممتلكات والاشخاص بين حدود الدول المغاربية بل وصلت بها الوقاحة الى حد منع الطائرات المغربية من التحليق فوق الاجواء الجزائرية معتقدة انها بذلك ستحاصر المغرب وستعزله عن محيطه المغاربي والافريقي والعربي..ولفرض سياسة الأمر الواقع على الجزائر اعلن الجيش الوطني الشعبي انه سيؤمن الإنتخابات ومرة أخرى التجأ إلى نظرية المؤامرة حيث أعلنت وزارة الدفاع عن إحباط محاولة لادخال السلاح الى الجزائر  من مدينة مرسيليا قصد تنفيذ مخططات إرهابية ضد مؤسسات عمومية .
 
كما تزامنت وموجة الحرائق التي تشهدها العديد من ولايات الجزائر والتي عجزت عن اخمادها او تاخرت في ذلك لأسباب مجهولة قد يكون مرادها هو تخويف الشعب وجعله يلجأ إلى العسكر خوفا من العشرية السوداء التي راح ضحيتها ازيد من 126 الف مواطن .اية حصيلة اذن لعبدالمجيد تبون حتى يعاد انتخابه مرة ثانية هل هي في طوابير المواطنين المصطفين امام الشاحنات الحاملة لخزانات المياه قصد التزود بالماء الشروب.او لنفس السبب لنيل كيس من الدقيقه او نصف لتر من الحليب. او لرياضيين ذهبوا الى فرنسا للمشاركة في الاولمبياد لكنهم استغلوا الفرصة وفروا من القرية الأولمبية بحثا عن مستقبل افضل وهروبا من طغمة عسكرية فاسدة تحكمت في المشهد السياسي والحقوقي والاعلامي والاقتصادي...