خالد أخازي: في الحاجة إلى سلطة خامسة 

خالد أخازي: في الحاجة إلى سلطة خامسة  خالد أخازي
كان الله في عون المقاولات الإعلامية... 
التاريخية.. منها وذات الجرعة المهنية العالية...
فانخفاض المقروئية لا علاقة له بالجودة...
إنه سرطان نخر كبريات الصحف العالمية...
وكثير منها ودع قراءه بعناوين حزينة
وسرح جيشا من العاملين...
خصوصا في الدول الديمقراطية التي تعتبر المقاولة الإعلامية منظمة إنتاجية مستقلة عن الدولة...
في المغرب... كادت أن تقع الكارثة...
وتصبح الجريدة الورقية في خبر كان...
تدخلت الدولة بيد ناعمة... والقوى الموازية... والمال الجبان.. وأياد
خفية... وقصية... وندية..
فعقدت الصفقات...
وكان المطلوب مسيح الصحافة في هذا الزمن" الضمير المهني"
تحملت أجور العاملين..
وتحملت عدة جهات النفقات.  
وحتى ........ 
خليني ساكت....
 الصحيفة المرهقة عاجزة عن أداء الأجور ...
عن البقاء ومنافسة صحافة جديدة غير معيارية ولكنها مطلوبة
صحافة ... تأتي بالخبر... حيا صورة وصوتا. ..
فتلقفت الصحف المرهقة طوق النجاة...
المهم هو البقاء لا الفناء.  
وخط التحرير لمن يتحمل الأعباء
في تناقض كبير مع مبدأ استقلالية الصحافة...
فمن يؤدي لك يحكمك
فهي سلطة رابعة...
وأصبحت بلا سلطة...
السلطة التنفيذية هي من تضمن لها البقاء... 
والثمن.... هو هذا التماهي المقلق...
فقد تجد جرائد ومواقع بعضها كأنها وكالات إشهار لأخنوش والحكومة...
الخوف من الاندثار 
اضطرت بعض الجرائد والمواقع إلى عقد اتفاق عرفي مع جهات مانحة... ظاهرة وخفية
مع مؤسسات اقتصادية...شخصيات ملياردية...
دعم باسم الإشهار...
سخاء لخوض معارك بالنيابة...
 والثمن أيضا فتح بوابات الحدائق الخلفية... بأسماء ووظائف ملتوية... تبرر الريع  بفواتير وأداء مهام...
سندخل في التفاصيل يوما....
من دوزيم إلى المشاركة في فعاليات بالمقابل السخي....
والنتيجة... التماهي الكلي...
الصمت أو تبرير الهزيمة...
التغول على الصغير وتبرير إخفاقات الدناسير حتى لا يغلق صنوبر الإشهار والأجور والمهام الريعية التناوبية...
فيسكت القلم...
أو يصفق للعبث...
ما فعله أحيزون ليس غريبا...
بل الصفقة تشترط ذلك...
الإشهار مقابل الصمت
 التطبيل والتبرير...
لهذا ضاقت مساحة النقد...
وتوسعت مساحات جرد إنجازات أخنوش حد العبث...
من  يجرؤ على انتقاد جامعة يرأسها رئيس مؤسسة اقتصادية كبرى...؟
فلا عجب.... أيها المغاربة 
أن  تظل الملفات الساخنة بعيدة التناول...
وبعض الصحف تجيد التنكيل بالجثث...
سقط الناصيري  ومن معه ثم كتبوا...
وكتبوا بحذر... فالملف معقد...
كأن صحافتنا في بلد آخر...
لكنها معذورة...
ونتفهمها...
صعب جدا أن تنتقد ولي نعمتك...
صعب جدا أن تعض اليد التي تطعمك....
الاستقلالية صعبة... 
إفتح موقعا... وغامر.... 
فحتى من استقلوا ماليا... لهم حكايات كثيرة  في الخفاء...
أحيزون... ليس إلا الظل الذي يلهينا عن سبر غور صحافة لم تعد سلطة رابعة...
منذ بدأ الكساد الأكبر للحبر والورق...
إننا في حاجة إلى سلطة خامسة مستقلة عن الدولة والرأسمال...
كيف... لا أدري...؟
خالد أخازي، روائي وإعلامي مستقل