تدبير الآثار النفسية لكل الأبطال المشاركين بعد انتهاء الأولمبياد 

تدبير الآثار النفسية لكل الأبطال المشاركين بعد انتهاء الأولمبياد  الدكتور الشرقاوي ورياضيون مغاربة بالأولمبياد
أيها السادة والسيدات المسؤولين عن الطب الرياضي في المغرب، فكروا في الجوانب الجسدية والنفسية لما قبل وأثناء الألعاب الأولمبية لوس انجلوس 2028. 
لأن الدول المتقدمة والحائزة على أكبر عدد من الميداليات سبقتنا لذلك. لدرجة أنها الآن تعمل على سبر أغوار ظاهرة طبية تسمى "متلازمة ما بعد الأولمبياد 2024". 

الألعاب الأولمبية مرادفة للشغف، وتجاوز الذات، واللحظات الاستثنائية.
 
ولكن بمجرد إطفاء الأضواء وإفراغ الملاعب، يمكن لظاهرة غير معروفة ولكنها حقيقية للغاية، أن تضرب أبطالنا الرياضيين: متلازمة ما بعد الألعاب الأولمبية. 

 
هذه المتلازمة، والتي تسمى أيضًا "كآبة ما بعد الأولمبياد"، هي محنة نفسية حقيقية للعديد من الرياضيين. 
بعد أشهر، وحتى سنوات من التداريب المكثفة والتضحيات، يجد هؤلاء الرياضيون أنفسهم في مواجهة فراغ عاطفي. إليكم السبب:
 
1. اندفاع الأدرينالين:   
خلال الألعاب، يصل الأدرينالين إلى ذروته، تغذيه شدة المنافسات، واهتمام وسائل الإعلام، ومسؤولية تمثيل بلادهم. 
ولكن بمجرد انتهاء الحدث، تنحصر هذه الزيادة في الطاقة فجأة، مما يفسح المجال للشعور بالفراغ.
 
2. تم تحقيق الهدف...أو لا:  
غالبًا ما تكون الألعاب الأولمبية هي الهدف النهائي للرياضيين. وسواء فازوا بميدالية أم لا، فبمجرد تحقيق هذا الهدف، يطرح السؤال الصعب: "ماذا الآن؟" قد يكون من الصعب التغلب على فقدان الاتجاه هذا.
 
3. تغيير الروتين:  
قبل الألعاب، تتخلل حياة الرياضيين روتين صارم جدا. ولكن بعد ذلك، ينهار هذا الهيكل، مما يؤدي إلى الشعور بالارتباك.
 
4. الإعلام والضغط الاجتماعي:  
غالبًا ما يكون الأبطال في دائرة الضوء، وتحت الضغط للحفاظ على نجاحهم أو تلبية التوقعات يمكن أن يصبح سريعا ساحقا، مما يؤدي إلى تأجيج القلق.
 
5. عزلة:  
بعد الإثارة التي تصاحب الألعاب، يعود الرياضيون في كثير من الأحيان إلى حياة أكثر عزلة، بعيدًا عن زملائهم في الفريق وعن حماسة المشجعين. هذه العودة إلى الواقع يمكن أن تكون صادمة بشكل خاص.
 
6. إدارة النجاح أو الفشل:  
سواء أكان الأمر يتعلق بإدارة الخوف من عدم إعادة إنتاج أداء استثنائي أو مواجهة الفشل لعدم تحقيق الأهداف، فإن هذه الأفكار يمكن أن تؤدي إلى تساؤلات عميقة.
ولتجنب الوقوع في هذه المتلازمة، من المهم أن يستعد الرياضيون ذهنيا لفترة ما بعد الألعاب. 
إن تحديد أهداف جديدة، والتخطيط لأنشطة ما بعد المنافسة، وقبل كل شيء، عدم التردد في طلب الدعم النفسي هي خطوات أساسية. 
 
كما أن الدعم من المحيطين بهم، والعودة التدريجية إلى العادات اليومية، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن يلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في مساعدة الرياضيين على استعادة توازنهم. فوراء كل ميدالية قصة إنسانية لا تتوقف عند منصة التتويج.