لم أكن أتصور أن مقالي حول المال والجنس والسلطة سيحظى بكثير من الاهتمام. فقد نشرته عدة مواقع اجتماعية كما حظي بتعاليق ضافية تضمنت مجموعة ملاحظات واقتراحات بالمناسبة هاتفني عدد من الأصدقاء، حتى أولئك الذين يكاد حبل التواصل قد انقطع بيننا، لإثارة انتباهي إلى أن التركيز على الجنس» محاولة لإخفاء حقائق وراء المرأة ومفاتنها... بينما اقترح علي البعض
أن أغير الجنس بمواضيع أكثر راهنية وتأثيراً على الحياة العامة.
من بين الاقتراحات التي توصلت بها تعويض الجنس مثلا بالانتخابات فيصير العنوان... «المال والانتخابات والسلطة كما يمكن تعويضه الجنس بـ «الصحافة» أو «الثقافة» أو «التعليم»... ودعا آخرون إلى الحديث صراحة عن الرشوة والسلطة واقترح البعض عناوين مثلا الإعلام والمال» أو «الأحزاب والجنس ومن خلال هذه الاقتراحات يبدو أن مجال «المال» واسع ويمثل الانشغال الأساسي للناس.
وذكر أحدهم في تعليق ساخر أن «المال» ليس قدراً مغربياً بل أن كل الديمقراطيات الكبرى تعيش نفس الأزمة... فالرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي متابع قضائيا بتهمة تلقي أموال من العقيد القذافي التغطية مصاريف حملته الانتخابية، وبعد أن ذكر عدداً من أسماء المسؤولين الفرنسيين الذي ارتبطت حياتهم السياسية بالمال الحرام، من إلى جارتنا إسبانيا حيث وجهت أصابع الاتهام إلى ملكها خوان كارلوس بقبوله الرشوة رفيعة مقابل تسهيل إبرام صفقات لصالح شركات إسبانية مما اضطره إلى مغادرة البلاد خوفا من عدالة قد تدخله السجن.... ويبدو أن صاحبنا له قائمة طويلة لدور المال في السياسة» إذ تحدث عن متابعات قضائية للعديد من المسؤولين في الدول الأوروبية والأمريكية.... وأضاف في نهاية تعليقه.. «لن أتحدث عن المال الحرام في بلاد العرب وكثرة تنقل الشنط المليئة بالأوراق الخضراء.
ولاحظ أحد قدامى الصحافيين من كون الدولة المغربية أصبحت الممول الرئيسي للصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة إضافة إلى عشرات المواقع الإلكترونية.. ورأى أنه بقدر ما يرتفع الغلاف المالي الموزع
بدون إنصاف على مختلف المنابر الإعلامية، بقدر ما تنخفض المبيعات وتضعف المصداقية....
وأكد أن نفس الأمر ينطبق على تمويل الثقافة فكلما ارتفعت المساعدات المالية كلما انكشفت الثقافة وضعف الإنتاج وجفت الأقلام.... واغتنم المناسبة للتذكير بأن عشرات الملايير من الدراهم أضيفت إلى ميزانية وزارات التعليم دون أن تكون لهذا الكرم الحاتمي أدنى الانعكاسات على وضعية القطاع.
وهاتفني أحد الفضوليين ليتساءل عن السر وراء عدم الإشارة إلى التهم الموجهة إلى عدد من البرلمانيين ورؤساء المجالس المحلية والجهوية وموجة الاعتقالات المتواترة في عدة جهات... وعلق ساخرا عقلية المخزن
لازالت تؤثر عليك وأضاف رغم ذلك فأنت تعالج مشاكل شائكة بنوع من الجرأة.... وكان جوابي أني شکرت محدثي لأنه لم تعد لدي القدرة على المواجهة.
وأخيرا فاجأتني إحدى السيدات وأنا في سوق الخضر قائلة ... لو كان زوجي على قيد الحياة لاشاطرك الرأي فيما تحكيه وتكتبه. لقد تحمل عدة مسؤوليات وتصرف في الكثير من الأموال ومع ذلك مات فقيرا....
هي سلعة نادرة في عالمنا اليوم.... واغرورقت عيناها.
وخلاصة لردود الفعل العديدة... يتضح أن المال في قلب معركة الحياة، يتحكم في كل شيء وأنه المكيف الحقيقي للعقليات والتصرفات غير أن توزيع المزيد من المال لن يضمن لنا صحافة نزيهة ومستقلة... ولا
مثقفين ومفكرين أعلام ... ولا جامعات منتجة ولا خريجين أكفاء...
ورغم كل هذا يظل المال زينة الحياة يفتح الأبواب وينعش القلوب ويعيد الابتسامة ويطيل الأعمار.... فلا جنسا ولا إعلاماً ولا ثقافة ولا سلطة بدون مال... فابحثوا عن المال حفظكم الله، وشكرا للذين تفاعلوا
مع هذا الموضوع القديم الحديث.