احسان شكير:  إلى من يهمه الأمر.. صناعة أبطال رياضة الجمباز تنطلق في سن مبكرة جدا

احسان شكير:  إلى من يهمه الأمر.. صناعة أبطال رياضة الجمباز تنطلق في سن مبكرة جدا الوزيران فوزي لقجع و شكيب بنموسى وفي الإطار احسان شكير
ـ ملف الرياضة في المغرب سياسي بالدرجة الأولى:
عودة لملف نكسة رياضة الجمباز بمدينة اليوسفية التي كانت تعتبر إلى عهد قريب مشتلا حقيقيا ورحما ولّادا للبطلات والأبطال، الذين كانوا يشكلون العمود الفقري لهذه الرياضة الساحرة والعجيبة، وهم الذين خلدوا رفقة مدربيهم أجود الإنجازات سواء على المستوى القاري أو العربي والإفريقي دون الحديث عن الحضور الدائم لرموز الجمباز بمدينة الفوسفاط في البطولات الوطنية ومنافسات كأس العرش ـ عودة لهذا الملف ـ أسرّ لي إطار رياضي مشهود له بالكفاءة والنزاهة والإطلاع تاريخيا على كل تفاصيل ملف الرياضة الوطنية بقوله: "أن مشكل الرياضة في وطننا المغرب سياسي بالأساس"
في سياق متصل أوضح ذات المتحدث قائلا: "يكفي النظر إلى الهندسة الرياضة في تشكيلة الحكومة المغربية، فمرة تجد الرياضة ملحقة بوزارة الشباب، ومرة أخرى ألحقت بوزارة الإعلام، وفي الهندسة الحكومية الأخيرة تم دفنها وطمرها في وزارة التعليم". 
وأكد نفس الإطار الرياضي بقوله "أكثر من ذلك أن قانون التربية البدنية والرياضة 30.09 أصبح متجاوزا، لكونه لا يخضع لدستور 2011 الذي نص على أن الرياضة أصبحت حقا دستوريا مفروض على الدولة توفيرها لكل المواطنين أيا كان جنسهم."
من هذا المنطلق يرى محدثنا أن "أزمة الرياضة هي أزمة بنيوية بالأساس، يكفي أن تعرف أن مرحلة مهمة من حياة التلميذ يعني المرحلة الإبتدائية، لا وجود فيها لا للرياضة ولا التربية البدنية، مع العلم أن بعض الرياضات تتطلب الوصول إليها وتملك ملكاتها ومواهبها في سن مبكرة مثل رياضة الجمباز".
 
ـ نجوم رياضة الجمباز فرض عليهم هجرة مدينة اليوسفية:
في سياق متصل قال إحسان شكير وهو بالمناسبة إطار رياضي وطني متخصص في رياضة الجمباز، وخريج المعهد الملكي لتكون الأطر ـ معهد الرياضات مولاي رشيد ـ قال: "لقد سطع نجم مدينة اليوسفية بفضل رياضة الجمباز منذ عدة عقود، على الصعيد العالمي خلال الفترة المشرقة التي كان حضور بطلاتها وأبطالها الممثلين للفريق الوطني إناثا وذكورا في الملتقيات الدولية والقارية. وهم من ساهموا في إشعاع تلك الفترة الزاهية والتعريف بمدينتهم الفوسفاطية عالميا، كمدينة تقع في شمال إفريقيا، وتعتبر مهد رياضة الجمباز التي أسس لها المدرب الفرنسي لِيسْكِيرْ، وكانت تمثل فعلا مشتلا حقيقا لولادة النجوم، ومنصة تألقت فيها رياضة الجمباز بدون منازع"
 وتساءل إحسان قائلا: "كيف يعقل أن يتقبل المسؤولون هذا الانهيار والسقوط الكبير لهذا الفن الرياضي الرائع؟ وما هي أسبابه ومسبباته؟ ولماذا تتعامل الجهات المسؤولة مع هذه التراجعات بمنطق اللامبالاة؟ ومن يتحمل مسؤولية عدم الحفاظ  على الأقل على ما تم إنجازه من إشعاع وطني و دولي وقاري وعربي وإفريقي".
 
وشدد إحسان شكير في اتصاله بجريدة "أنفاس بريس" على أن ذاكرة وخزان المدربين موجود بمدينة اليوسفية، بل أنه تخرج على أيديهم خيرة الأبطال والبطلات والممارسين من دوي الكفاءة في رياضة الجمباز المتملكين لناصية التأطير والتدريب عن جدارة واستحقاق، لكن للأسف الشديد ـ يضيف إحسان شكير ـ تم إبعادهم بطريقة أو أخرى عن نادي أولمبيك اليوسفية والمدينة بصفة عامة بحثا عن لقمة العيش، وهم الآن يؤطرون ويدربون داخل العديد من أندية الجمباز بالمدن المغربية. وعلى سبيل المثال لا الحصر عدد كل من مدينة خريبكة وأسفي والدار البيضاء وطنجة والرباط. واستطرد موضحا بأن من بين البطلات والأبطال والممارسين لرياضة الجمباز من اختار أن يؤدي رسالته كمتخصص في رياضة الجمباز بعدة دول ذكر منها: فرنسا وإيطاليا وكندا وهولندا والإمارات وقطر.
وبحسرة أكد على أن ما حققه نادي اولمبيك اليوسفية للجمباز من إنجازات تاريخية في مختلف الاستحقاقات، وما كرسه من تأطير لمكوناته خلال العصر الذهبي يعتبر طفرة نوعية بفضل المدربين والمدربات السابقين. رغم تهميشهم والركوب على إنجازاتهم التي يعرفها الجميع.
 
رأي المحرر:
لن ينكر إلا جاحد أن هناك فترات زاهية عرفتها رياضة الجمباز بمدينة اليوسفية بفضل احتضانها من طرف قطاع الفوسفاط، وبفضلها توافد على نجد الكنتور العديد من الأطر الرياضية من خارج المغرب لاكتشاف سرّ هذا التألق. لكن عقلية ومزاج بعض المسؤولين بقطاع الفوسفاط بمدينة اليوسفية لم تكن تستوعب معنى أن ترفع راية الوطن بفعل الإستثمار في الرياضة. ولم يكن يهمهم سوى الإنتاج ولا شيء غير الإنتاج الفوسفاطي؟ 
في هذا السياق، مازلت أذكر جواب أحد المديرين سابقا بموقع إنتاج الكنتور بمدينة اليوسفية عن سؤالي، حين توجه إلي قائلا: "نحن لا نبحث عن الصدارة في الرياضة بكل شعبها وفروعها المحتضنة من طرف المجمع الشريف للفوسفاط، ما يهمنا هو أن نعتني بأبناء وبنات عمال وأطر الفوسفاط ونضمن لهم قضاء أوقات الفراغ في الرياضة ليس إلا". وختم جوابه عن سؤالي الحارق بقوله: "وَالِّلي مَا عَجْبُوشْ الْحَالْ يْقَلَّبْ فِينْ يَرْبَحْ الْمِيدَالِيَاتْ وَالتَّتْوِيجْ"