قال تعالى "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.." فالمؤمن الحق ينبغي أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أموره الدينية منها والدنيوية، ففي الآية خطابٌ للمؤمنين أجمعين، والإسوة هي القدوة الحسنة، وهي كلمة تقرأ بكسر الهمزة وفتحها؛ فالإتساء بالنبيّ صلى الله عليه وسلَّم مهم جدا؛ بحيث كان يدير شؤونه وشؤون المسلمين بعقلانية ووعي وحكمة وتؤدة بعيدا كل البعد عن العواطف..
وعلى هذا المنوال سار عليه الصحابة الكبار، منهم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و خصوصا فيما يتعلق باختيار قادة الجند في الحروب والمعارك، إذ كتب لأمراء الجيوش قائلا: " لا تستعملوا البراء بن مالك على جيش، فإنه مهلكة من المهالك يقدم بهم" ..
فاستبعاد البراء ليس لأنه جبان بل كان مفرط الشجاعة، ولا عن قلة دين بل كان صاحب بيعة الشجرة؛ ولكنه يسير بالجيش إلى الموت والدمار، وحفظ الجيش والشعب هي غاية كل قائد ناجح وليس العكس..
لهذا ما أحوجنا اليوم إلى تسيير شؤون دنيانا بعقلانية وبحكمة وتؤدة؛ لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .
الصادق العثماني- البرازيل