عبد العالي بلقايد يطرح سؤال التمايز بين أنماط العيطة المغربية

عبد العالي بلقايد يطرح سؤال التمايز بين أنماط العيطة المغربية عبد العالي بلقايد
هل يمكن اعتبار "سطات بلادي" عيطة ضمن "لعيوط" التي تشكل مجموع المعمار الذي يبني العيط المرساوي، أم أنها تشكل فقط واحدة من السُّوسَاتْ التي يتضمنه هذا اللون دون أن تكون واحدة منه؟ بمعنى هل يمكن أن ترقى إلى مستوى عيطة دامي أو الحداويات، أو خربوشة منانة....؟ هل يحق لنا أن نصنفها بهذه الطريقة التي يمكن أن تنسحب على العيطة الحوزية، والعيطة العبدية؟ هل يمكن الحديث عن التمايز بين هذا اللون (المرساوي) وبين اللونين (الحوزي، والعبدي).
 
هناك مسلمة يكاد البحث يظل خاضعا لها مطلق الخضوع باعتبار جل الألوان المشكلة للموسيقى التقليدية تبقى مفتوحة على بعضها كأنها متن واحد ينطلق من منطلقات واحدة كنتاج لعمران بشري تتوحد قضاياه وتتشابه حاجياته. مما يجعل المشترك الفني قائما بنفس قدر حضور المشترك الإجتماعي والثقافي.
 
إن مصطلح سُوسَةْ من المصطلحات المتداولة بشكل كبير بأسفي وحوز مراكش، لكنها غير رائجة ربما بنفس القدر عند ناس العيطة بالشاوية. 
 
ليست "سطات بلادي" كغناء مرساوي ما يجعل إشكال التصنيف حاضرا، بل حتى "الشاليني" هي كذلك تقع ضمن ما يطرح هذا الإشكال . 
 
إن هذه الملاحظة هي من بين الكثير من الإشكالات التي تظهر لأجل تقعيد هذا اللون من الموسيقى التقليدية التي أضحت من التراث اللامادي، وهو أمر يستوجب صونه والحفاظ عليه باعتباره يشكل الأنا الحضارية والهوية الثقافية، وشبكة العلامات والرموز التي تمكننا من التمايز بمحيط دولي يسعى المغرب أن يشكل الريادة فيه. 
 
قوة الدول الآن ومستقبلا تتحدد انطلاقا من المعاني والرموز القادرة أن تجعل الحضور كونيا ممكنا عبر الثقافة المتعددة في أشكالها: طعام، موسيقى، لباس، طب بديل، إكسسوارات الزنا، تقاليد الإحتفال .
 
فقوة موسيقانا تكمن في ميزانها الموسيقي الخماسي بكل تلاوينها: حسانية، احواش، عيطة، عبيدات الرمى...وهو ما يشكل سهولة التواصل مع كافة الحضارات سواء الموجودة في آسيا، وأمريكا....
 
إن هذا الإستحقاق هو استحقاق استراتيجي على علاقة بالمصالح الحيوية للمغرب، ما يفرض الإبتعاد عن كل مقاربة إيديولوجية، وكل نظرة شوفينية ضيقة، فكل ما اقتربنا من الإنسية المغربية ابتعدنا عن كل مقاربة ضيقة أنانية.