بعد خضوعه لعملية التأهيل أصبح مركب العربي الزاولي جاهزا لاستقبال المباريات خاصة تلك التي تهم قطبي كرة القدم في الدار البيضاء: الوداد والرجاء.
وحسب مصدر "أنفاس بريس"، فإن الحلة الجديدة لهذا الملعب، الذي يحمل اسم الأب الروحي للاتحاد البيضاوي، قد تغيرت بعد إدماج عملية التأهيل ضمن بنود اتفاقية تربط مجلس المدينة بالشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشأت الرياضية (صونارجيس)، والتي بموجبها كلف المجلس الجماعي بمهمة إعادة تأهيل وإدارة ليس المركب الرياضي محمد الخامس وحده، بل إن الاتفاقية تشمل القيام بأعمال لتهيئة أربعة ملاعب أخرى في مدينة الدار البيضاء (العربي الزاولي، تيسيما، الأب جيكو وملعب مولاي رشيد)، بما في ذلك إصلاح الإضاءة والخدمات الملحقة بهذه المرافق الرياضية، تأهبا لاحتضان المملكة المغربية لنهائيات كأس أمم إفريقيا، بغلاف مالي إجمالي قدره 250 مليون درهم. مع تخصيص غلاف مالي قدره 9 مليون درهم لتأهيل ملعب العربي الزاولي، ملعب مولاي رشيد، ملعب العربي بن مبارك، ملعب تيسيما، ملعبي تداريب الوداد والرجاء، ملعب الصخور السوداء، ملعب الألفة. الكلفة ساهمت فيها كل من وزارة التربية الوطنية والرياضة، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والوكالة الوطنية للتجهيزات العامة، علما أن ملعب العربي الزاولي قد خضع للتأهيل ثلاث مرات منذ افتتاحه سنة 1990.
موقف لـ 250 سيارة ومدرجات تسع 25 ألف متفرج
بعد تأهيل الملعب انتقلت طاقته الاستيعابية من 16 ألف إلى 25 ألف متفرج، مع توفره على موقف سيارات لا يتسع إلا لـ 250 سيارة، ما يطرح علامات استفهام حول انعكاسات ذلك على المسألة التنظيمية للمباريات الرسمية، خاصة في غياب مرآب تحت أرضي يخفف من التدفق الجماهيري لأصحاب السيارات. علما أن موقع مركب الزاولي يعد بؤرة توتر حقيقية خلال المباريات ذات الضغط العالي بعد ارتفاع طاقته الاستيعابية، ناهيك عن وجود الملعب في تقاطع شوارع هامة وهي: ابن الونان والحزام الكبير وعلي يعتة.
في تعليقه على هذا الإشكال، وصف الخبير الأمني مصطفى اجنيبي، عملية إعادة تأهيل مركب العربي الزاولي بالأمر الإيجابي، وتخصيصه بالدرجة الأولى لاحتضان مباريات الرجاء والوداد الرياضيين، يلبي مطالب جماهير هذين الفريقين المتضررين من إغلاق مركب محمد الخامس. لكنه أشار في معرض حديثه إلى بعض المشاكل التي يمكن أن تواجه الجمهور الذي سيتوافد على هذا الملعب كل أسبوع من أجل متابعة مباريات فرقها التي تعد بالآلاف لاسيما بعد ارتفاع سعة مركب العربي الزاولي، "لكن في ظل عدم توفره على مرآب تحت أرضي للسيارات يبقى أمام الجماهير موقف وحيد لا يسع سوى لـ 250 سيارة، الشيء الذي يمكن أن يتسبب في مشاكل للجماهير، وحتى على المستوى المروري بحيث ستشهد الطرقات المؤدية للملعب ازدحاما وصعوبة في ولوج الملعب بسلاسة، مما سيؤدي إلى حالة من التوتر وعدم الرضا بالنسبة للجماهير التي لن تجد أماكن لركن السيارات".
وأضاف محدثنا بأن ضيق "الباركينغ" سيخلق مشكلا للقائمين على إدارة حشود الجماهير.
ولتجنب هذه الانعكاسات اقترح محاورنا، توفير خدمات النقل العام المجانية أو المنخفضة الأثمان خلال أيام المباريات، وكذا إنشاء مواقف للسيارات بعيدة عن الملعب مع التأشير للجماهير الوافدة على ملعب العربي الزاولي بالقيام بعملية الركن بعيدا عن الملعب بالاستعانة بعلامات التشوير".
مخازن الغاز والنفط تخنق ملعب الزاولي
وهنا لابد من التوقف عند دفتر التحملات الخاص بالملاعب الرسمية، حيث ينص على وجود نوعين من مواقف السيارات، الأول عند مدخل الملعب أو أسفله، ويخصص لركن حافلات الفرق المتبارية وسيارات الأمن وسيارات الإسعاف الخارجي والسيارات الخاصة بالحكام وإداريي الفريقين والمستشهرين والأشخاص في وضعية إعاقة وشاحنات النقل التلفزي والعاملين بالملعب، والطاقم الطبي الخاص بفحص المنشطات..
أما موقف السيارات والعربات الخاص بالجماهير، فإن الدفتر يلح على وجود موقفين متباعدين، واحد لجمهور الفريق المستقبل والثاني للجمهور الزائر، مع الحرص على أن يكون الموقفان معا يسعان لعشرة في المائة من سعة المدرجات، أي أنه بالنسبة للطاقة الاستيعابية لمركب العربي الزاولي، فإن الحاجة إلى "باركينغ" يسع لـ2500 سيارة على الأقل.
وحسب مسؤول بمقاطعة عين السبع، التي يوجد الملعب في ترابها، فإن مخازن الغاز والبترول الموجودة بجانب الملعب والتابعة لإحدى شركات توزيع المحروقات، تزيد من اختناق الملعب، علما أن المقاطعة تلقت وعدا من الشركة المذكورة بالانتقال إلى عين حرودة حتى يتسع الفضاء المحيط بالملعب، لكن الوعد لم يتحقق.
ويبقى الجمهور هو الحلقة الوحيدة التي يمكن أن تساهم في إنجاح المباريات على المستوى التنظيمي، من خلال التحلي بالروح الرياضية العالية.