اختيار السنوار خلفا لهنية هو إعلان للخيار المسلح، ورسالة للكيان الصهيوني بأن المفاوض منذ الآن هي البندقية...
اختيار السنوار... له دلالة قوية في عزوف الحركة عن المقاربة السياسية ، وفي الوقت نفسه نكاية في نتنياهو
الرسالة تقول" قتلكم رجل السلام... قتلتكم قائدا معتدلا.. سنقدم لكم أرعب كوابيسكم... أسقطتم غصن الزيتون بلغة ياسر عرفات... لم تعد لنا غير البندقية...."
هل هو تكتيك تفاوضي...؟
لا... الحركة توجت السنوار... ومنحته الصفة ليكون محاربا وصاحب القرار السياسي...
من يريد حلا سياسيا للقضية... آسفون... قتل هنية... والحل لم يعد في الدوحة...
بل الحل هناك في غزة...
الحل بين الأنقاض والخرب..ا
الحل هناك... لا غير...
حيث أشلاء أكثر من أربعين ألف فلسطيني...
هناك... حيث غدت السقوق المنهارة.... قبور عشرات آلاف الأطفال... والشيوخ والنساء...
قتلتم هنية...
مرحبا...
سنقدم لكم الكابوس الذي يقض مضاجعكم....
رحل السلاح والكفاح والصمود....
آه... ستتحصرون...
ستقولون لو تركنا الرجل حيا...؟
رسالة حماس... سابقة في تاريخ حركات التحرر الوطني...
لم يسبق لحركة تحرر... أن انتقل فيها زعيم الجناح العسكري إلى مقعد الجناح السياسي...
لكن الكيان الصهيوني خلط الأوراق، واغتال المفاوض السياسي بجبن ورعونة...
أقصى ما كان يقوم به المحتل تاريخيا هو سجن الزعيم السياسي للضغط به على المقاومة المسلحة...
الكيان الصهيوني قلب قوانين اللعبة...
واستهدف برعونة القيادي السياسي..
وحتى لا ننسى رئيس حكومة منتخبة...
حكومة ذات أغلبية كاسحة في برلمان السلطة الفلسطينية... ما يسمى المجلس الوطني...
ولأنهم غيروا قواعد اللعبة السياسية...
غيرت حماس... قواعد اللعبة...
ورقت السنوار إلى منصب سياسي إلى جانب موقعه العسكري...
وإن أردتم التفاوض... فهناك...
حيث الدم الفلسطيني مازال طريا...
حيث البندقية والرماد والصمود...
خالد أخازي، إعلامي وروائي