هل كتب على المواطنين أن يطبعوا مع الغلاء والتضخم؟ طرح هذا السؤال مرتبط بموجة الغلاء الغير مسبوقة والتي تشهدها العديد من المواد الاساسية والاولية بالإضافة إلى المحروقات والخضروات والفواكه. لكن ما اثار استغراب المواطنين هو الأثمنة الخيالية اللحوم الحمراء والبيضاء حيث وصل ثمن الكيلو من لحم الغنم الى 150,درهما في حين وصل ثمن الكيلو من الدجاج الرومي الى 40 درهما للكيلو. بمعنى ان حتى خيار المقاطعة لم يعد مطروحا.

نقاطع الدجاج واللحم والسمك والبطيخ الاحمر فماذا نأكل؟ كل هذا ومازال تقرير بنك المغرب يثير العديد من التساؤلات حول ما سمي بالمخطط الاخضر والذي استنزف المياه الجوفية وكانت حصيلته ثقيلة على الأمن الغذائي لعموم المواطنين وعلى تسببه في عطالة العديد من العمال الزراعيين وبلغ هذا الامر ذروته في عهد حكومة اخنوش التي يبدو انها لا تبالي بالماسي الاجتماعية ولا تكترث اطلاقا الى انهيار القدرة الشرائية والى اندحار الطبقة الوسطى حيث يعجز أكثر من 90%من المواطنين عن الادخار وهذا ما جعل الدين العمومي يحطم كل الارقام القياسية.

فهل الدعم الهزيل الموجه الى الفئات الشعبية وبشروط تعجيزية كاف للتخفيف من حدة أزمة بنيوية اتت على الاخضر واليابس ولم تستثني مجالا واحدا من التعليم الى الصحة ومن التشغيل الى تفكيك الوظيفة العمومية ومن هذا كله الى الغلاء الفاحش والى استغلال الأزمات للاغتناء الغير مشروع على حساب جيوب كادحي هذا الوطن. لنسأل أين ربط المسؤولية بالمساءلة؟