قال " كزافيي دريانكور " السفير الفرنسي السابق في الجزائر إن موقف الرئيس الفرنسي ماكرون بشأن مغربية الصحراء لم يكن مفاجئا، مشيرا بأن باريس حافظت لفترة طويلة على موقف متوازن بين الجزائر والرباط بشأن قضية الصحراء.
وأضاف في حوار مع جريدة " لوبوان " إن رئيس الجمهورية الفرنسية قرر اتخاذ خطوة مهمة للغاية بشأن مغربية الصحراء من أجل المصالحة مع المغرب، علما أن العلاقة بين البلدين كانت معقدة للغاية .
وأوضح أن هذا المسار بدأ في فبراير 2024 بزيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية ستيفان سيجورني، الذي اعترف بالطبيعة الوجودية لقضية الصحراء بالنسبة للمغرب. ولذلك تم السماح ببعض الاستثمارات الفرنسية في الصحراء.
مما يعني أنه كان هناك بالفعل تطور، مشيرا بأن الرئيس الفرنسي استعمل مصطلحات دقيقة للغاية وقوية للغاية في رسالته الى الملك محمد السادس، وخاصة منها قوله إن الحكم الذاتي هو الأساس الوحيد الممكن لحل قضية الصحراء .
وأوضح أن باريس قامت بالموازنة بين إيجابيات وسلبيات الموقف الجديد وقررت أن المكاسب التي ستحققها مع المغرب أكبر من الخلاف أو القطيعة مع الجزائر.
وقال في نفس الحوار أن إن الرئيس الفرنسي ماكرون قام منذ 2017 بالعديد من المبادرات تجاه الجزائر والتي لم تتجاوب معها بشكل ايجابي، الأمر الذي دفع ماكرون الى التفكير في طريقة أخرى لاختراق الخارج من خلال القيام بالالتفاتة التي تتوقعها الرباط، مشيرا بأن هذا الموقف سيفتح أمام الشركات الفرنسية الكثير من الفرص من أجل الاستثمار في المغرب، كما ستتاح العديد من الفرص في إطار التحضير لكأس العالم 2030، علما أن كل شيء كان معلقا بعضا الشيء بسبب الموقف من قضية الصحراء المغربية.
وذكر السفير الفرنسي السابق في الجزائر بأجندة المغرب فيما يتعلق بالساحل الأطلسي للقارة والتي تهدد بتغيير ميزان القوى في القارة. ومن الممكن- يضيف - أن تلعب باريس دوراً في هذا المنظور، ولذلك أراد ماكرون المصالحة مع الرباط، علما أنه لا توجد ستة وثلاثون طريقة للمصالحة مع المملكة
الشريفة - وفق تعبيره .