نظرا لعدم مبالاة شريحة واسعة من الجزائريين بالاستحقاق الرئاسي المزمع تنظيمه بتاريخ 7 شتنبر لهذه السنة. على اعتبار أن مرشح العسكر وكما جرت العادة هو من سيفوز بهذه الانتخابات وبالتالي الطريق معبدة لعبد المجيد تبون ليفوز بعهدة ثانية في انتظار ثالثة ورابعة.
وأمام مقاطعة العديد من الأحزاب السياسية لهذه الانتخابات واهمها التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية الذي رفض ان يلمع صورة النظام ويشارك في انتخابات صورية .خرجت ما يسمى باللجنة المستقلة للانتخابات على لسان النائب العام لمجلس قضاء الجزائر بوجمعة لطفي بتصريح قال فيه إن بعض المترشحين عمدوا على شراء اصوات الجزائريين لملء استمارة المواطنين للرئاسيات مضيفا أن مبالغ شراء اصوات المواطنين هي ما بين 20000 و30000 دينار جزائري .وهي طريقة لجأ إليها العسكر الجزائري لتوجيه رسائل الى المنتظم الدولي حول نزاهة الانتخابات خصوصا وان هذا الإجراء اعتمد لأول مرة في الجزائر التي سبق للحاكمين فيها ان ملأوا استمارات لملايين الاشخاص دون أن يحتاج حتى لتوقيعهم . فماذا تغير بين الامس واليوم في جزائر منغلقة على نفسها يوما بعد يوم وتزداد عزلة بمواقفها المعادية للوحدة الترابية لدول اقليم الجوار.
الجزائر اتخذت من عداوة دول الجوار وخاصة المغرب عقيدة لها وبررت نكساتها الاقتصادية والاجتماعية بل حتى الرياضية أو المتعلقة بالكوارث الطبيعية بكون المغرب يقف ورائها. زرعت بذور الحقد والكراهية في نفوس الجزائريين ليكون المروكي هو عدوهم الأول وهو الذي يستنزف خيراتهم ويهدد أمنهم القومي.
وقد يكون النظام عبر أبواقه الإعلامية وذبابه الالكتروني قد نجح نسبيا في تخويف الجزائريين من المغاربة وفي تعليق شماعة الفشل على عقدة اسمها (المروكي). لكنه مع ذلك فشل فشلا ذريعا في تدبير ازماته الداخلية والخارجية بالرغم من ان الجزائر تتوفر على أكبر احتياطي للغاز بالعالم وبها ثروات لا تعد ولا تحصى وكان ممگنا ان تجعل منها دولة قوية فعلا باقتصادها وانفتاحها على دول الجوار.
لكن الحقيقة هي أن خيرات الجزائر كدست في البنوك السويسرية والامريكية في حسابات العصابات المدنية والعسكرية في الوقت الذي يصطف فيه المواطنون في طوابير ليتمكنوا من حصتهم من المياه الصالحة للشرب حيث جفت الأودية والسدود والصنابير ولم يجد المواطنون الماء ليستنجوا به فما بالك بالاستحمام. ليطرح السؤال العريض ما معنى ان تنظم انتخابات رئاسية في الجزائر نتيجتها محسومة مسبقا ومنذ الدور الأول وما معنى ان يزكى نفس الرئيس رغم حصيلته الصفر في السياسة والاقتصاد والرياضة. في حراك الجزائر وأثناء إقالة بوتفليقة رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها (احنا انقولوا الماكلة مالحة أو هما ايبدلو اف لمغارف) أو في الحقيقة حتى المغارف متبدلوش.