محمد‭ ‬الطيار: كيف تطورت القوات المسلحة الملكية خلال 25 سنة  من حكم الملك محمد السادس

محمد‭ ‬الطيار:  كيف تطورت القوات المسلحة الملكية خلال 25 سنة  من حكم الملك محمد السادس محمد الطيار يرصد تطور المجال العسكري في عهد الملك محمد السادس من خلال 6 محاور
اعتمد‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬ورئيس‭ ‬أركان‭ ‬الحرب‭ ‬العامة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭  ‬عرش‭ ‬أسلافه،‭ ‬برامج‭ ‬الاستراتيجية‭  ‬جعلت‭  ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬تبلغ‭  ‬بمختلف‭ ‬مكوناتها،‭ ‬البریة‭ ‬والجویة‭ ‬والبحریة‭ ‬والدرك‭ ‬الملكي‭ ‬،‭ ‬مستوى‭  ‬جد‭ ‬متميز،‭ ‬و‭ ‬حققت‭ ‬منجزات‭ ‬استثنائية‭  ‬بفضل‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالته‭  ‬وما‭ ‬وفره‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬ومناهج‭ ‬وتحديث‭ ‬ترسانتها‭ ‬والرفع‭ ‬من‭  ‬جاهزيتها‭ ‬ومن‭ ‬قدرات‭ ‬مواردها‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمكينها‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬علمي‭ ‬وتقني‭ ‬وتكتيكي‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬يستجيب‭ ‬للمتطلبات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحديثة‭. ‬وفق‭ ‬استراتيجية‭ ‬عسكرية‭ ‬،‭ ‬تستند‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬مؤسساتية‭ ‬صلبة،‭ ‬ورؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬شاملة‭ ‬للتطورات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وتبتغي‭ ‬تعزيز‭ ‬موقع‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العسكرية‭.‬
 
وإيمانا‭ ‬من‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭  ‬بضرورة‭ ‬مواكبة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬لتطورات‭ ‬العصر‭  ‬والمستجدات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الأمن‭ ‬والدفاع،‭ ‬حرص‭ ‬الملك ‬على‭ ‬تسخير‭ ‬كل‭ ‬الإمكانات‭ ‬اللازمة‭ ‬والموارد‭ ‬المادية‭ ‬والبشرية‭ ‬الضرورية‭ ‬للرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬التجهيزات‭ ‬العسكرية‭  ‬وصقل‭ ‬الكفاءات‭ ‬والقدرات‭ ‬المعرفية،‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬مندمجة‭ ‬ومتكاملة‭ ‬تضمن‭ ‬تحديث‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭  ‬وتجهيزها‭ ‬بالمعدات‭ ‬والخدمات‭ ‬التقنية‭ ‬المطلوبة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬وتنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناهج‭ ‬والخطط،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الترسانة‭ ‬العسكرية‭ ‬و‭ ‬وتزويد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بأجود‭ ‬الأسلحة،‭ ‬من‭ ‬مدرعات‭ ‬وصواريخ‭ ‬حديثة‭ ‬وطائرات‭ ‬حربية‭ ‬متطورة،‭ ‬وطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬ومواكبة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬الرصد‭ ‬والمراقبة،‭ ‬وتوظيف‭ ‬أقمار‭ ‬اصطناعية‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬الرصد،‭ ‬وتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬الجيش‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لمخاطر‭ ‬الحرب‭ ‬السيبرانية‭ ‬وتطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬خاصة‭ ‬بذلك،‭ ‬وابرام‭ ‬صفقات‭ ‬عسكرية‭ ‬استثنائية‭  ‬غيرت‭  ‬التوازنات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التسلح‭.‬

هذه‭ ‬المناهج‭ ‬والخطط،‭ ‬تقوم‭ ‬أيضا‭ ‬على‭  ‬ملاءمة‭ ‬برامج‭ ‬التكوين‭ ‬والتدريب‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مجالات‭ ‬الأمن‭ ‬والدفاع،‭ ‬وما‭ ‬يتطلبه‭  ‬التصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬من‭ ‬اعداد‭ ‬الكفاءات‭ ‬الملائمة،‭ ‬وتأهيل‭ ‬العنصر‭ ‬البشري،‭ ‬المرتبط‭  ‬بقيمه‭ ‬الوطنية‭ ‬والدينية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬والمستوعب‭  ‬لتاريخه‭ ‬العسكري‭ ‬المجيد‭ ‬والعريق‭.‬

النهج‭ ‬الذي‭ ‬خطه‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬ورئيس‭ ‬أركان‭ ‬الحرب‭ ‬العامة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تطوير‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬هيكلة‭ ‬وتنظيميا،‭ ‬اثبت‭ ‬صوابه‭ ‬ونجاعته،‭  ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭  ‬مستوى‭ ‬عالي‭  ‬من‭ ‬الاحترافية‭  ‬والجاهزية،‭ ‬والاستعداد‭ ‬الدائم‭ ‬لمواجهة‭ ‬كل‭ ‬التحديات،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظرفية‭ ‬دولية‭ ‬دقيقة‭ ‬ومتقلبة،‭ ‬ومالها‭ ‬من‭ ‬انعكاسات‭ ‬عسكرية‭ ‬وأمنية‭ ‬واقتصادية‭ ‬متعددة‭.‬

كما‭ ‬واصلت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬هذا‭ ‬النهج،‭ ‬انفتاحها‭ ‬على‭ ‬محيطها‭ ‬الخارجي،‮ ‬وتكثيف‭ ‬الشراكات‭ ‬والتمارين‭ ‬العسكرية‭ ‬مع‭ ‬جيوش‭ ‬الدول‭ ‬الصديقة،‭ ‬والمشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬للبعثات‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الدعم‭  ‬والمساعدة‭ ‬للدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكوين‭ ‬والتدريب‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬والمدارس‭ ‬العسكرية‭ ‬المغربية‭ .  ‬
 
محمد‭ ‬الطيار‭ ‬،‭ ‬باحث‭ ‬في‭ ‬الدارسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والامنية
 
ويمكن‭ ‬أيضا‭ ‬رصد‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬فيما‭ ‬يلي:‭ ‬
الرفع‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬العنصر‭ ‬البشري
حرص‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بالعنصر‭ ‬البشري‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬ذكوراً‭ ‬وإناثاً،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬التكوين‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬سعى‭ ‬دائما‭ ‬لتأهيله‭ ‬وترقيته،‭ ‬نظريا‭ ‬وتطبيقيا،‭ ‬لضمان‭ ‬التحصيل‭ ‬المستمر‭ ‬والمثمر‭ ‬لكل‭ ‬المعارف‭ ‬والخبرات‭ ‬الضرورية‭. ‬ودعم‭ ‬الطاقات‭ ‬الشابة‭ ‬الواعدة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وتشجيعها‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والابداع‭ ‬الخلاق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الميادين‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬دائما‭ ‬أكثر‭ ‬استعدادا‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬والفعالية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬تم‭ ‬إحداث‭ ‬لجنة‭ ‬عسكرية‭ ‬عليا‭ ‬تكلفت‭ ‬بإعداد‭ ‬مشروع‭ ‬إحداث‭ ‬نظام‭ ‬أساسي‭ ‬لضباط‭ ‬الصف،‭ ‬يحدد‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬والتنظيمي،‭ ‬وتدبير‭ ‬المسار‭ ‬المهني،‭ ‬وفق‭ ‬منظور‭ ‬حديث‭ ‬ومتقدم‭.‬
 
كما‭ ‬أولى‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬اهتماما‭ ‬خاصا‭ ‬بأفراد‭ ‬وعائلات‭ ‬شهداء‭ ‬ومكفولي‭ ‬الأمة‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬التضحيات‭ ‬الجسام‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬ووحدته‭ ‬الترابية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تنزيل‭ ‬برنامج‭ ‬متكامل‭ ‬لتمكين‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬السكن‭ ‬بمدن‭ ‬المملكة،‭ ‬بشكل‭ ‬مجاني‭ ‬وبدون‭ ‬مصاريف‭ ‬إضافية‭.‬
 
الرفع‭ ‬من‭ ‬جاهزية‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية
التطور‭ ‬الهام‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬القوات‭  ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬والطابع‭ ‬الاحترافي‭ ‬الذي‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬والمكانة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬وطنيا‭ ‬ودوليا‭  ‬وما‭ ‬اكتسبته‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬وتجارب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬عسكريا‭ ‬وأمنيا‭ ‬وطبيا‭ ‬واجتماعيا،‭  ‬يتجلى‭ ‬من‭ ‬خلال‭  ‬درجة‭ ‬التفاعل‭ ‬السریع‭  ‬مع‭ ‬أوامر‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬ورئيس‭ ‬أركان‭ ‬الحرب‭ ‬العامة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭  ‬كما‭ ‬ان‭ ‬جاهزية‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تتمظهر‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬محطات،‭ ‬كما‭  ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭  ‬عملية‭ ‬الشریط‭ ‬الحدودي‭ ‬«الكركرات»،‭ ‬حيث‭ ‬تم،‭ ‬وفق‭  ‬خطة‭ ‬محكمة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الحرفیة‭  ‬العالیة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التخطیط‭ ‬والقیادة‭ ‬والتنفیذ‭ ‬العملیاتي،‭ ‬تحقيق‭  ‬نجاح‭ ‬كبير‭  ‬مكن‭ ‬من‭  ‬قطع‭ ‬الطریق‭ ‬أمام‭ ‬مناورات‭  ‬مليشيات‭ ‬البوليساريو،‭ ‬وأظهرت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬جدوى‭ ‬ومشروعیة‭ ‬عملیة‭ ‬«الكركرات»‭ ‬النوعیة‭  ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬من‭ ‬ضمان‭ ‬التدفق‭ ‬الآمن‭ ‬للبضائع‭ ‬والأشخاص‭ ‬بین‭ ‬المغرب‭ ‬والعمق‭ ‬الإفریقي‭.‬
 
تجارب‭ ‬ومكاسب‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تدبير‭ ‬المخاطر‭ ‬والأزمات،‭ ‬يتم‭ ‬ترجمتها‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تؤديه‭ ‬بكل‭ ‬إخلاص‭ ‬وتفان‭ ‬ونكران‭ ‬الذات‭ ‬لمساندة‭ ‬المواطنين،‭ ‬أو‭ ‬حين‭ ‬الكوارث‭ ‬والنكبات‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬الطبية‭ ‬المنتظمة‭ ‬لصالح‭ ‬الفئات‭ ‬المحتاجة‭.‬
 
فعند‭  ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬كوفید‭ ‬19‭ ‬على‭ ‬الصعید‭ ‬الدولي،‭ ‬و‭ ‬خلال‭ ‬العملیة‭  ‬الوطنیة‭   ‬للتلقیح،‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬زلزال‭ ‬الحوز،‭  ‬قامت‭  ‬مختلف‭ ‬أطقم‭ ‬الصحة‭ ‬العسكریة‭  ‬وأطر‭ ‬المصالح‭ ‬الاجتماعیة‭ ‬المرابطة‭ ‬في‭ ‬الجبھات‭ ‬الأمامیة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاستشفائیة‭ ‬الوطنیة،‭ ‬وأفراد‭ ‬الوقایة‭ ‬المدنیة‭ ‬والقوات‭ ‬العمومیة،‭ ‬بالدور‭ ‬البطولي‭ ‬في‭ ‬تقدیم‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبیة‭ ‬عبر‭ ‬تعبئة‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭ ‬والإيوائية‭ ‬الطبية‭ ‬واللوجستيكية،‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬عليها‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سرعة‭ ‬التجهيز‭ ‬ونشر‭ ‬مستشفيات‭ ‬عسكرية‭ ‬ميدانية،‭ ‬و‭ ‬التموقع‭ ‬الإستباقي‭ ‬للأطقم‭ ‬الصحیة‭ ‬واللوجستیكیة‭ ‬متعددة‭ ‬الاختصاص،‭ ‬والتدخل‭ ‬العاجل‭ ‬للإغاثة‭ ‬وفك‭ ‬العزلة،‭ ‬مع‭ ‬تقدیم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانیة‭ ‬والطبیة‭ ‬الضروریة‭ ‬،‭ ‬وتسخير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬التابعة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬ذات‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬وحدات‭ ‬إيواء‭ ‬،‭ ‬مقدمين‭ ‬أروع‭ ‬صور‭ ‬التضامن‭ ‬الوطني‭ ‬والمهني‭ ‬مع‭ ‬نظرائكم‭ ‬المدنيين‭.‬
 
إعادة‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية
من‭ ‬أبرز‭ ‬تجليات‭ ‬اهتمام‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬ورئيس‭ ‬أركان‭ ‬الحرب‭ ‬العامة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬بالعنصر‭ ‬البشري،‭ ‬قيامه‭ ‬بإعادة‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬وإدماج‭ ‬الشباب‭ ‬المغربي،‭ ‬ودعم‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬البرامج‭ ‬وتحديث‭ ‬البنيات‭ ‬وتوفير‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المادية‭ ‬والبشرية‭ ‬لإنجاحها‭.‬
ولقد‭ ‬حرص‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬عند‭ ‬إعادة‭ ‬العمل‭ ‬بالخدمة‭ ‬العسكرية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتلقى‭ ‬المجندون‭ ‬تكوينا‭ ‬يوازي‭ ‬بين‭ ‬الخبرة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأساسية‭ ‬والتأهيل‭ ‬المهني،‭ ‬بغية‭ ‬تمكين‭ ‬المجندات‭ ‬والمجندين‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬مهني‭ ‬تطبيقي،‭ ‬يلائم‭ ‬طموحاتهم‭ ‬في‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي‭. ‬
 
انشاء‭ ‬مركز‭ ‬مغربي‭ ‬  لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬
بفضل‭ ‬ما‭ ‬راكمته‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬من‭ ‬تجربة،‭ ‬أصبح‭ ‬المغرب‭ ‬شريكاً‭ ‬فاعلاً‭ ‬وموثوقاً‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام،‭ ‬عبر‭ ‬مشاركة‭ ‬وحداته‭ ‬بتجريدات‭ ‬مختلفة‭ ‬وبأُطره‭ ‬العسكرية‭ ‬داخل‭ ‬هياكل‭ ‬الهيئات‭ ‬الأممية،‭ ‬وقد‭ ‬تعزز‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬بإعلان‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬عن‭ ‬انشاء‭ ‬مركز‭ ‬مغربي‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬متعدد‭ ‬التخصصات،‭ ‬يهدف‭ ‬الى‭ ‬تكوين‭ ‬ودعم‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬والأجنبية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬وذلك‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬الصديقة،‭ ‬لتعزيز‭ ‬مبادئ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭.‬
 
استشراف‭ ‬المستقبل
من‭ ‬أجل‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استشراف‭ ‬المستقبل‭ ‬وضرورة‭ ‬التأقلم‭ ‬مع‭ ‬مستجداته‭ ‬الطارئة‭ ‬وكذا‭ ‬القيام‭ ‬بمهام‭ ‬متعددة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬والأوقات،‭ ‬وضع‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬ورئيس‭ ‬أركان‭ ‬الحرب‭ ‬العامة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭  ‬،‭ ‬استراتيجية‭ ‬وخطة‭ ‬متكاملة‭ ‬لتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬التخطيط‭ ‬والقيادة‭ ‬مع‭ ‬تفعيل‭ ‬شبكة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬الأساسية‭ ‬بانضباط‭ ‬واحترافية‭ ‬واعتماد‭ ‬مقاربة‭ ‬عقلانية،‭  ‬تستند‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والعملياتية‭  ‬واللوجيستيكية‭  ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وامتلاك‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬حساسة‭ ‬تشمل‭ ‬إدارة‭ ‬العمليات‭ ‬ونظم‭ ‬الدفاع‭ ‬والرصد‭ ‬والرقمنة،‭ ‬مع‭  ‬إعداد‭ ‬وتأهيل‭ ‬العنصر‭ ‬البشري‭ ‬لمواكبة‭ ‬التغيرات‭.‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬وفضلا‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬التطوير‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬السيرورة‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬التطور‭ ‬الصناعي‭ ‬الوطني،‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬المركز‭ ‬الملكي‭ ‬للدراسات‭ ‬وأبحاث‭ ‬الدفاع‭ ‬التابع‭ ‬للكلية‭ ‬الملكية‭ ‬للدراسات‭ ‬العسكرية‭ ‬العليا،‭ ‬والذي‭ ‬أوكل‭ ‬اليه‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬مهمة‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬ثقافة‭ ‬المقاربة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬إشكاليات‭ ‬وتحديات‭ ‬منظومة‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن،‭ ‬في‭ ‬أبعادها‭ ‬الشاملة،‭ ‬وخلق‭ ‬فضاء‭ ‬للكفاءات‭ ‬التحليلية‭ ‬المدنية‭ ‬والعسكرية‭.‬
 
دخول‭ ‬مجال‭ ‬التصنيع‭ ‬العسكري
الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬لتطوير‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬شملت‭ ‬أيضا‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬ودخول‭ ‬عصر‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬الواسع،‭ ‬لتلبية‭ ‬حاجيات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إدراج‭ ‬الصناعة‭ ‬العسكرية‭ ‬ضمن‭ ‬النسيج‭ ‬الصناعي‭ ‬الوطني،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقلال‭ ‬تدريجياً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعة‭ ‬الدفاعية‭ ‬وتنمية‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬مع‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬ونظيرتها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭. ‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الجارية‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬وحدتين‭ ‬صناعيتين‭ ‬تهتمان‭ ‬بالصناعة‭ ‬العسكرية،‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬قانون‭ ‬صناعة‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعتاد‭ ‬وتجهيزات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬والذخيرة،‭ ‬حيز‭ ‬التطبيق‭ ‬رسميا،‭ ‬منذ‭ ‬صيف‭‬2021 .‬
 
هذه‭ ‬المصادقة‭ ‬جاءت‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬الثابتة‭ ‬نحو‭ ‬تأسيس‭ ‬صناعة‭ ‬دفاعية‭ ‬متطورة،‭ ‬وتوفير‭ ‬مناطق‭ ‬صناعية‭ ‬لاحتضان‭ ‬الصناعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمعدات‭ ‬وآليات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬وأنظمة‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخيرة‭.  ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للصناعة‭ ‬العسكرية‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل،‭ ‬وتوفير‭ ‬وظائف‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬وتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬القطاعات‭ ‬التقليدية‭ ‬مثل‭ ‬الزراعة‭ ‬والسياحة‭.  ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬صناعة‭ ‬عسكرية‭ ‬محلية‭ ‬يقلل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الاستيراد‭ ‬ويعزز‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭.‬