محمود التكني: هذيان الجزائر

محمود التكني: هذيان الجزائر محمود التكني
كلما سطعت شمس الحقيقة بخصوص قضية وحدتنا الترابية، إلا وكشرت الجزائر عن أنيابها لتأكيد عدائها التاريخي للمغرب، حيث أتعبها السعي بين موقفين: الأول هو أنها لا علاقة لها بنزاع الصحراء، والثاني دفاعها المستمر والشديد عن البوليساريو وأسطوانته المشروخة. لعل آخر حماقات الحكومة الجزائرية بيان خارجيتها ليوم الخميس 25 يوليوز 2024، الذي يستهجن وينتقد بأشد العبارات قرار فرنسا الذي يدعم بشكل صريح مقترح الحكم الذاتي بالصحراء الذي اقترحه المغرب منذ سنة 2007 باعتباره الحل السياسي الأمثل لطي هذا الملف كما تنص قرارات الأمم المتحدة على ذلك.
 
ولتعلم حكومة العسكر أن أي قرار اتخذته أي دولة بشأن موضوع ما يبقى شأنا داخليا وسياديا لا يجب التدخل فيه. وليست فرنسا وحدها من اتخذت هذا الموقف، فقد سبقتها الولايات المتحدة الأمريكية بقرارها الرئاسي القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه في ديسمبر من سنة 2020. هذا القرار الأمريكي علقت عليه ألمانيا، مما أحدث شرخا في علاقتها بالمغرب لم يعمر طويلا، وكذلك قرار إسبانيا الأخير.
 
وقد حمل البيان الكثير من المغالطات والتهم المجانية للمغرب من قبيل الدول الاستعمارية القديمة والجديدة، قاصدا بذلك فرنسا والمغرب. وإن كان ملف الصحراء يناقش في لجنة تصفية الاستعمار، فإنه يدرج في الفصل السادس الذي قراراته غير ملزمة، وليس الفصل السابع. وإن كان إدراجه في هذه اللجنة المذكورة سالفا، فاليوم يجب أن يعاد النظر فيه لأن مجموعة من الدول اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه. بهذا انتفى شرط صفة المستعمر التي لا زال يطبل ويروج لها من طرف حكام الجزائر وبريتوريا، عاصمتا الدولتين الوحيدتين المتشبثتين بأفكارهما القديمة.
 
إن النزاع المفتعل بالصحراء المغربية قد ولى إلى غير رجعة، وكيف لا ومدينتا العيون والداخلة شهدتا فتح حوالي ثلاثين قنصلية عربية وغربية وإفريقية. وكلما اقترب هذا الملف من الحل، إلا واشتد الخناق على الجزائر وكيف لا وهي المسكينة التى أوقفت قطار تنميتها مقابل دعم أطروحة أصبح لا يؤمن بها حتى مؤسسوها، إن قرار فرنسا مشكورة أولا لا أظن أنه قرار اعتباطي فيه محاباة أو انحياز للطرح المغربي بل هو قناعة ثابتة طالما حجبتها فرنسا لكن شتان بين مغرب الأمس واليوم ولقد كان جلالة الملك واضحا عندما قال في إحدى خطبه إن النظارة التي يرى بها المغرب علاقته الخارجية هي ملف الوحدة الترابية داعيا مجموعة من الدول للخروج من المنطقة الرمادية و هذا ما وقع بالضبط. عزاؤنا مرة أخرى للجزائر بمناسبة اندحارها مرة تلو الأخرى ولا عزاء للحاقدين.