إيران تسعى إلى إقامة امبراطورية كبيرة في المنطقة وتسعى الى تصدير ثورتها التي أقامتها عام 1979 وهدف إيران ليس احتلال بعض المناطق المجاورة فقط والملاصقة لحدودها أو إقامة هلال شيعي، بل هي تسعى الى احتلال مجموعة من الدول. وهي بالفعل احتلت أربع دول كما جاء على لسان بعض مسؤوليها مثل لبنان والعراق، سوريا، اليمن، وهو ليس احتلالا عسكريا بل احتلالا فكريا وايديولوجيا. وربما يأتي لاحقا الاحتلال العسكري وفق تصورها لعودة الامبراطورية الفارسية أو إقامة دولة الخلافة وفق مفهوم الشيعة أو ما يسميه الشيعة بـ "الإمامية". ولذلك هم ذهبوا الى دول المغرب العربي، إلى أندونيسيا ويسعون للانتشار والتمدد حتى في قلب إفريقيا. كما نجحوا في تجنيد عدد كبير من الأتباع في بلدان أوروبية، حيث نجد عددا من المساجد الشيعية، كما أقاموا فعاليات بداخل هذه المساجد وحاولوا تشييع العمل الإسلامي إن جاز التعبير. وأعتقد أن إيران تسعى لتصدير ثورتها وتسعى الى احتلال العالم فكريا وايديولوجيا وعسكريا، كما تسعى الى إنشاء أذرع فكرية وايديولوجية وعسكرية تابعة لها في كل دول العالم.
إيران سخرت اقتصادها وربما الآلة العسكرية من أجل احتلال دول كثيرة في المنطقة، دول عربية وغير عربية، أوروبية وإفريقية وأسيوية أيضا. لديها مشروع فكري وسياسي وعسكري تسعى من خلاله الى احتلال العالم. إيران سعت في ذلك ونجحت في ذلك، وهي مصرة على تحقيق هذا الأمر، وهي تضع ذلك ضمن برنامج أولوياتها، وتقدم فكرة الاحتلال وفكرة الغزو وفكرة الوصول الى العديد من الدول العربية وغير العربية من أجل تكون تابعة لإيران عسكريا وسياسيا وايديولوجيا ومذهبيا، ولذلك هي تنفق على ذلك إنفاقا سخيا من أجل أن تكون إيران متواجدة في هذه الدول رغم العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
غاية إيران من وجودها في صفوف الجالية المغاربية والعربية في أوروبا وأمريكا اللاتينية والعديد من الدول بما فيهم تركيا هو احتلال هذه الدول، هي تريد أن تحتل العقل العربي والأوروبي. تريد أن تمذهب المسلمين في كل أرجاء العالم بشرقه وغربه، وتريد أن تعيد الإمبراطورية الفارسية. هؤلاء الفرس الذين عبدوا النار قديما لديهم مذهب إسلامي ويريدون فرض هذا المذهب ويريدون السيطرة من خلال هذا المذهب، ويريدون أن يكون أتباع هذا المذهب تابعون لإيران، ولذلك فتشييع إيران ليس تشييعا دينيا بل تشييعا سياسيا وعسكريا ومذهبيا.