منذ أكثر من سنة حملت المجندات الكرديات البنادق وتوجهن إلى جانب المقاتلين الأكراد نحو الصفوف الأمامية على الجبهات المشتعلة شمال سوريا. وتميزت تلك الشابات ببسالتهن فى القتال؛ دفاعاً عن القرى الكردية التى بات تنظيم داعش على مشارفها.
ومن جديد هاهن فى كوبانى وعلى أطرافها، يحاولن الدفاع عن قرى ترعرعن فيها. وتشكل النساء نسبة 30% تقريباً من المقاتلين الأكراد، وتترواح أعمارهن بين 18 و30 عاماً، ويخضعن لتدريبات قاسية لا تختلف عن تلك التى يخضع لها الرجال.
وحسب تقرير ذكره موقع "العربية نت"، يوم الاثنين 6 أكتوبر الجاري، "أن قصة بيريفان ساسون، تميزت بشجاعة بلغت حد الموت. فقد أكدت بعض وسائل الإعلام التركية أن الأنباء الواردة من جبهات القتال فى أطراف مدينة كوبانى – التى تشهد معارك ضارية وغير متكافئة بالسلاح بين وحدات كردية من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى – تفيد بأن التنظيم قتل عدة أسرى من القوات الكردية بشكل بشع بعد نفاد ذخيرتهم، وأن بعض المقاتلين يقاومون حتى آخر طلقة لديهم لينتحروا بها، كى لا يقعوا أسرى بيد التنظيم.
وكشفت بعض المصادر ووسائل الاعلام التركية ومن بينها "راديكال"، بالإضافة إلى سياسيين أكراد فى تركيا، أن المقاتلة الكردية من مدينة باطمان بشمال كردستان، جيلان أوز آلب Ceylan Ozalp، التى تحمل الاسم الحركى (بيريفان ساسون) ذات التسعة عشر ربيعاً، انتحرت بآخر طلقة من سلاحها، وفضلت الموت على أن تقع فى أيدى عناصر التنظيم . وفى رسالة قصيرة وجههتها عبر جهازها، قالت الشابة الشجاعة: "وداعاً".
غير أن المرصد السورى لحقوق الانسان أفاد بأن قيادية فى وحدات حماية المرأة التابعة لوحدات حماية الشعب الكردى اقتحمت الأحد تجمعا لعناصر تنظيم "داعش" عند الأطراف الشرقية لمدينة كوباني، واشتبكت مع عناصر التنظيم، وفجرت بهم قنابل كانت بحوزتها قبل أن تفجر نفسها بقنبلة”، دون أن يذكر اسم المقاتلة، وما إذا كانت هى نفسها بيريفان، فى حين ترجح معظم الترجيحات أن تكون كردية أخرى، مع العلم أن خبر الانتحارية أثار لغطاً كبيراً حول ما إذا كانت منفذته هى نفسها، تلك الفتاة الشجاعة "بيريفان".
وكانت بيريفان ساسون قد صرحت لمراسل تلفزيون BBC البريطانى غابرييل غيتهاوس قبل أيام قليلة أنها سوف تنتحر بآخر طلقة من سلاحها، ولن تستسلم للتنظيم الذى يشنّ حرباً جائرة على أهلها فى كوباني، بحسب تعبيرها. وظهرت فى التقرير المصور تقول عن مقاتلى داعش: "يرتجفون عندما يرون امرأة تحمل مسدساً بينما يصورون أنفسهم للعالم بأنهم شجعان. فواحدة من نسائنا تتحلى بالشجاعة والجدارة أكثر من 100 واحد من رجالهم".
يذكر أن أطراف مدينة كوبانى تشهد معارك عنيفة بين داعش والقوات الكردية، كما يقوم التحالف العربى الدولى بشنّ غارات على أطراف المدينة. وكان الآلاف من السكان الأكراد فروا من المعارك الحاصلة، لاسيما بعد استهداف داعش للمدينة بعدد من قذائف الهاون والصواريخ، ونزحوا إلى تركيا، كما أن بعضهم علق على الحدود فى ظروف بائسة.
أما فى آخر التطورات الميدانية، فقد أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان أن داعش تمكن خلال ليل السبت الأحد، من السيطرة على الجزء الجنوبى من هضبة مشته النور الواقعة جنوب شرق مدينة كوبانى (عين العرب).
عن "البي بي سي"