خلال الحوار الذي أجراه رئيس العصبة الإحترافية عبد السلام بلقشور على قناة "شوف تيفي سبور"، لم يكن الرجل موفقاً في اقتراح حلول للخروج من الأزمة المالية التي تعيشها معظم الأندية، كما خانته الشجاعة لتحديد المسؤوليات.
1- طالب رئيس العصبة الإحترافية القطاع الخاص بالإستثمار بكثافة في كرة القدم للنهوض بها، إسوة بدول أخرى، وأعطى أمثلة في هذا الباب. لكنه لم يُشِر لا من قريب و لا من بعيد للإكراهات التي ستواجه المستشهرين والمستثمرين. إن القطاع الخاص يا رئيس العصبة لا يضع درهماً واحداً في سلة توظيفاته إلا إذا كانت له ضمانات استرجاع استثماره و فوقه أرباح. هذه هي لغة البزنس المتعارف عليها عالمياً. و ظروف ممارسة كرة القدم اليوم بالمغرب لا تُغري أي مستثمر بالنظر لكم مشاكلها. فجل الملاعب مغلقة و بالتالي فإن ترويج الصورة مبتور، زد على ذلك أن أزيد من نصف المباريات تجري بدون جمهور للدواعي المعروفة فكيف سيستفيد المستثمرون من مباريات تجرى أمام الأشباح؟ في وقت مازال فيه الإستشهار الرقمي شبه غائب لدى الأندية ماعدا استثناء واحد أو اثنين. بالإضافة إلى تخبط البرمجة أي استحالة وضع المستشهرين برنامجاً إعلانياً مسبقاً بالنظر لتخبط الرزنامة. لذلك، الأجدر بالعصبة أن تبادر لخلق شروط منافسة بجودة عالية قبل أن تتحدث عن الإستثمار الخاص. إنكم بذلك تقلبون هرم الأولويات.
2- رمى بسؤال ضرورة دعم الدولة للأندية و كأنه لمس كرة من لهب "موضحاً" أنه تحدث فقط عن القطاع الخاص، في الوقت الذي يعتبر فيه رئيس العصبة الإحترافية المسؤول الأول الذي يجب أن يبادر لخلق شروط تحسين تمويل الأندية، ومن بينها طلب تدخل الدولة (بشروط) لمسح ديون الأندية و خلق انطلاقة جديدة لممارسة كرة قدم مغربية تنافسية. إن تهربك من هذا الموضوع يُعتبر جُبناً و خِذلاناً في حق الأندية المغربية التي انتدبتك لهذا المنصب للدفاع عن مصالحها وعلى رأسها الرفع من إيراداتها و البحث عن منابع تمويلات جديدة عوض الإكتفاء بما سبق و فاوضت عليه الجامعة.
3- لمعلوماتك، السيد الرئيس، فإن جل عقود الإستشهار التي تستفيد منها الفرق المغربية من القطاع الخاص هي عبارة عن "رعاية" (mécénat) تتدخل فيها العلاقات والصداقات والمحسوبية والإنتماء ولا علاقة لها بالإستثمار المُنتج المتعارف عليه تسويقياً.
4- غابت عنك الشجاعة لتحديد مسؤوليات حجم النزاعات التي تعرفها الأندية والتي تقارب 40 مليار سنتيم. نعم قلتَ أنها بسبب "الحكامة" لكن عوض بعث رسالة قوية للعابثين بمالية أنديتهم وواضعي سمعة الكرة المغربية في الحضيض، سارعت لتبرير عبثهم بالقول إن مرد ذلك لعدم اختمار تجربة الإحتراف بالمغرب، مع أنه قد مر عليها 12 سنة كاملة. الحقيقة التي سكتت عنها و هي أن هناك رؤساء أندية "تاجروا" بمالية فرقهم ولما أغرقوها قفزوا من المركب بدون حسيب ولا رقيب، والواقع أن أزيد من نصف مبلغ النزاعات يجب أن يؤديها رؤساء من مالهم الخاص أو يقدموا الحساب أمام القضاء بالإخلال بالمسؤولية (و هذا هو موضوع آخر).
5- رميتَ بمشروع بين الجامعة و مؤسسة OCP حول التكوين كأنه الحل السحري .. والواقع أن أولى ثِمار هذا المشروع لن تتحقق بالملموس قبل خمس سنوات على الأقل .. في حين أن العصبة الإحترافية مطالبة ببلورة حلول آنية.
لكن فاقد الشيء لا يعطيه.