تداولت مجموعة من التقارير الصحفية الاثنين 15 يوليوز 2024 خبر اقتراح تعيين الوداد الرياضي، سعيد الناصري رئيسا شرفيا للنادي، عقب أشغال الجمع العام غير العادي الذي عقده للمصادقة على استقالة رئيسه عبد المجيد البرناكي وبعض النقط المتعلقة بالانخراط.
بدأت الحكاية حين دعا إدريس حاسة، المكلف بتسيير المكتب المديري للوداد الرياضي، الحاضرين إلى الموافقة على تعيين سعيد الناصري رئيسا شرفيا للفريق مدى الحياة، قبل أن يستدرك بعد الجدل الذي أثير في القاعة ويقترح تعيينه عضوا شرفيا.
وكتب إدريس حاسة، وهو رئيس الوداد فرع السباحة، تدوينة على صفحته مباشرة بعد انعقاد الجمع العام، ينفي من خلالها تعيين سعيد الناصري رئيسا شرفيا، بل عضوا شرفيا مدى الحياة.
وحسب الفصل السادس من القانون الداخلي للوداد، فإن "أعضاء المكتب بإمكانهم منح العضوية الشرفية للأشخاص الذين يقدمون خدمات مادية أو معنوية للجمعية، وذلك بموافقة ثلثي الأعضاء، أي دون الرجوع إلى الجمع العام".
في حديثه لـ"أنفاس بريس" أوضح باحث في القانون الرياضي، بأن "الجمعية تتكون من أعضاء نشيطين وأعضاء شرفيين، الفئة الأولى هي التي تم قبول عضويتها من طرف الجمع العام، وأصبحت لها حقوق كحضور الجموع ومناقشة التقارير والإطلاع على أدق تفاصيل الجمعية والتصويت والترشيح، أما العضو الشرفي، فيمكن أن يكون شخصا ذاتيا ويمكن أن يكون شخصا اعتباريا مثلا شركة أو جمعية قدمت خدمات، أو هذا الشخص الطبيعي قدم خدمات جليلة لهذه الجمعية الرياضية".
ويرى محدثنا أن الجمع العام هو من يمنح صفة العضو الشرفي، "العضوية الشرفية لا تخول للشخص المشاركة في الجمع العام إلا بصفة استشارية، وبالتالي لا يمكنه التصويت ولا الترشح. وهنا يطرح السؤال: هل أسقط نادي الوداد الرياضي عضوية سعيد الناصري؟ لأنه لا يمكن لعضو نشيط لم يسبق لجمع عام عادي أن أسقطه من قائمة النشيطين أن ينال صفة عضو شرفي لأنه يحمل العضوية الأصل".
وفي نفس السياق يرى بعض منخرطي الوداد، بأن عدم تقديم الناصري واجب الانخراط ورسومه يسقط عنه صفة المنخرط النشيط دون إعمال مسطرة التشطيب عليه، لأنه رهن الاعتقال وهو ما يعني ضمنيا غيابه القهري.
ومن هنا يطرح السؤال: هل بطريقة ذكية أسقط الجمع العام غير العادي سعيد الناصري من قائمة الأعضاء النشيطين وعوضها بصفة العضو الشرفي الدائم؟
وبخصوص الجدل القائم حول "المهمة الشرفية" قال المهدي الدراز الإعلامي الرياضي، في حديثه لـ"أنفاس بريس": "إن ما يتعلق بالموضوع الذي تم تداوله الاثنين 15 يوليوز 2024، في وسائل الإعلام والمتعلق بانتخاب سعيد الناصري بالإجماع رئيسا شرفيا دائما لفريق الوداد الرياضي من طرف المنخرطين، أود أن أوضح أن الأمر حصل فيه خطأ في التعبير ارتكب من طرف إدريس حاسة، رئيس المكتب المديري لنادي الوداد الرياضي، بحيث تلفظ بـ" رئيس شرفي دائم " والصواب في هذه الفكرة هو أن الوداد الرياضي لها رئيس شرفي وحيد ودائم هو الملك محمد السادس وقبله كان الملك الراحل الحسن الثاني، ومنصب الرئيس الشرفي دائما ومنذ خلق فريق الوداد الرياضي الذي تم تأسيه على مبادئ على مبادئ الاستقلال والوطنية، كان دائما الرئيس الشرفي هو عاهل البلاد، ولقد تم تدارك الأمر فيما بعد. وقام ادريس حاسة، رئيس المكتب المديري، بتصحيح الكلمة وتصحيح اللفظ حين قال إن سعيد الناصري انتخب كعضو شرفي دائم لفريق الوداد الرياضي".
وفتحت مبادرة تعيين سعيد الناصري عضوا شرفيا دائما لفريق الوداد باب الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل رواد الفضاء الأزرق حول سر قرار تعيين الناصيري "عضوا شرفيا" في النادي الأحمر رغم متابعته في حالة اعتقال، إذ كان القضاء المغربي قد أمر، أواخر دجنبر 2023، بمتابعة الناصري في حالة اعتقال والتحقيق معه في تهم عدة، ما بات يعرف إعلاميا في المغرب بقضية "إسكوبار الصحراء" وهو ملف شائك تتابع فيه مجموعة من الشخصيات.
لكن ما لا يعرفه العديد من المتتبعين للشأن الكروي هو أن الأمر لا يتعلق بالوداد الرياضي وحده، فقد سبق وتورطت فرق أخرى منحت رؤساءها السابقين لقب الرئاسة الشرفية رغم وجودهم خلف القضبان، إذ كان محمد مبديع رئيسا شرفيا لاتحاد الفقيه بن صالح وحين دخل عكاشة مثقلا بالتهم سقطت عنه الصفة الشرفية، وكان المغرب التطواني يزين مقره بصور رئيسه السابق رشيد التمسماني، وحين سقط في يد الأنتربول، سقطت صوره بالتقادم. كما كان إدريس البصري رئيسا شرفيا لنهضة سطات ، وقبله عين أحمد الدليمي رئيسا شرفيا للاتحاد القاسمي.