في الحاجة إلى "خميرة الوطن" لتحصين سلالة الثروة الخيلية بالمغرب 

في الحاجة إلى "خميرة الوطن" لتحصين سلالة الثروة الخيلية بالمغرب  شيخ من خنيفرة وهو يستعرض فرسه الأصيل في مباراة تربية الخيول
كانت النساء قديماً تحضّرن الخبز بشكل يومي في المنزل، حيث كن يستيقظن في الصباح الباكر لتعجن العجين، وتخبزن أرغفة الخبز قبل استيقاظ باقي أفراد الأسرة، على اعتبار أنه لم يكن هنالك العديد من المخابز الخاصّة لتحضير الخبز، كما أنّ تحضيره في البيت يعتبر أقل كلفة من شرائه مع تميزه بالجودة.

في ذلك الوقت لم تكن تتوفّر  الخميرة الفورية التي نستخدمها حالياً لتحضير مختلف العجائن، لذلك كان يتمّ الاحتفاظ بجزء من العجين وتركها لليوم الموالي وإضافتها للعجين الجديد حتى يتخمّر ويتضاعف حجمه، وهذا ما يُسمّى بالخميرة البلديّة أو التقليديّة.

و رجوعا الى بيت القصيد وهو مجال اهتمامنا (الثروة الخيلية المغربية فالخميرة البلدية هي السلالة الوطنية الأصيلة البربري والعربي البربري) فعندما بحثنا عن هاته الخميرة البلدية وجدناها عند أناس بسطاء في الهامش أو كما يسمونه - المغرب غير النافع - في جبال الأطلس الشامخة وسهوب الجنوب الشرقي المنسية.
 
 في إطار عقد البرنامج الجديد لتطوير سلسلة القيمة لقطاع الفروسية و الذي تم التوقيع عليه سابقا وتحديدا يوم 21 أكتوبر 2023، على هامش الدورة 14 لمعرض الفرس بمدينة الجديدة و المتعلق بتنمية سلالات الخيول العربية الأصيلة ودعم قطاع «التبوريدة» بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة الاقتصاد والمالية من ناحية، والجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية (FRMSE)، والشركة الملكية لتشجيع الفرس (SOREC)، ومجموعة القرض الفلاحي المغرب، والجمعية الوطنية لمربي الخيول البربرية والبربرية-العربية والجمعية الوطنية لفنون الفروسية التقليدية «التبوريدة» من جهة أخرى.

ومن المعلوم أن هذا العقد/برنامج يستند على أساسين وفقاً لاستراتيجية الجيل الأخضر. حيث يهدف الأساس الأول، الذي يعطي الأولوية للعنصر البشري بالأساس، إلى المساهمة في انبثاق طبقة وسطى من المهنيين في هذا القطاع. والأساس الثاني، المتعلق باستدامة تطوير سلسلة قيمة الخيول، يكمل الأساس الأول، من خلال التأكيد على الحفاظ على سلالات الخيول البربرية والبربرية - العربية من خلال توسيع استخدامها. 

ولعل "الڤيديو" الذي انتشر على نطاق واسع لذلك الشيخ البسيط والذي يعيش في جبال خنيفرة الشامخة، وهو يستعرض فرسه في مباراة تربية الخيول ولسان حاله يقول "نحن هنا نحن الأصل" ومن المؤكد أن أغلب من شاهد ذلك الفيديو تعاطف معه وسانده.
هنا نعود مرة أخرى إلى طرح السؤال: أين أصحاب الخميرة البلدية من كل ما سبق ومن كل ما تم التوقيع عليه؟؟؟