كنت طالبا في السنة الثالثة بالمدرسة المحمدية للمهندسين في 1980، وقررت جمعية الطلبة في أحد الأيام إضرابا إنذاريا ليومين لعدم توفير المدرسة تداريب خارج الوطن لمستوى الثالثة كما جرت بذلك العادة.
انفض التلاميذ من الساحة وتوجه كثير منهم إلى مقصف المدرسة، حيث كانت تتم مناقشة الخطوة النضالية المتخذة والخطوات القادمة لتحقيق الهدف. بعد حوالي الساعة، التحق مدير المدرسة السيد حمزة الكتاني بالمقصف، وجلس بين التلاميذ وشرع في الحديث معهم، حيث شرح أسباب التخلي عن التداريب في الخارج وتعويضها بتداريب داخل الوطن، وذلك لعجز المدرسة عن توفيرها بالخارج لانعدام وجود عروض ومانحين خارجيين.
وبعد أخذ ورد، تبين للمدير أن التلاميذ يريدون على الأقل وثيقة رسمية من المدرسة تمكنهم من إنجاز جوازات السفر والبحث بأنفسهم عن تداريب بالخارج أو على الأقل للسفر والترويح على النفس.
قرر السيد المدير حمزة الكتاني تسليم الوثيقة في نفس اليوم لطلبة السنة الثالثة، والتحق الجميع بالدراسة في اليوم الموالي.
حدث هذا في زمن كان يترأس جمعية المهندسين جهابذة حركة إلى الأمام: المرحوم التهاني أمين وسمير بنسعيد، والد وزير الثقافة الحالي.
بعد 44 سنة عن هذا الحدث، تمر اليوم سبعة أشهر على إضراب طلبة كليات الطب، ولا يفهم الوزير لِمَ يضربون!
لو سأل الوزير اامهدي بنسعيد والده لفهم لِمَ يُضرب طلبة كليات الطب!!
ملحوظة:
النص توصلت به "أنفاس بريس" من مهندس متقاعد، خريج المدرسة المحمدية للمهندسين.