العطل الصيفية التي تنظمها البوليساريو، هي مجرد غطاء لتجنيد الأطفال والمتاجرة فيهم، كما أنها فرصة لشحن الأطفال بأفكار التطرف، وإخراجهم من الديانة الإسلامية الى الديانة المسيحية. هذه العملية انطلقت عام 1979 من القرن الماضي بشراكة مع الحزب الشيوعي الاسباني تحت مرأى ومسمع من الكثير من المنظمات المدنية والهيئات الحقوقية في المملكة الاسبانية، الى جانب إرسال الأطفال الى كوبا التي تعد الحاضنة الأولى لتجنيد الأطفال، علما أن المكان الطبيعي لهؤلاء الأطفال هو المقاعد الدراسية، حيث يتم تجنيد الأطفال أو إرسالهم الى عائلات اسبانية من أجل التبني.
وتحاول البوليساريو استغلال هؤلاء الأطفال من خلال الادعاء بكونهم يعيشون تحت القهر، خلافا لأطفال مختلف بلدان العالم الذين يعيشون في أمن وسلام ويقضون عطلهم في الشواطئ، بينما هؤلاء يقضون الصيف تحت 50 درجة..هذه هي النقطة التي تحاول البوليساريو استغلالها لتضليل العالم، بينما يتم شحن الأطفال بإيديولوجية متطرفة والأفكار المعادية للمغرب، علما أن تنظيم البوليساريو لا علاقة له بالصحراويين ولا بالإنسانية، وهؤلاء الأطفال أبرياء من البوليساريو ولا من الصراع الذي يقع أو يجري حولهم.
الوضع في مخيمات تندوف خطير وهذا ما أناقشه مع أصدقائي وأبناء عمومتي هناك، ونحن لا نظل في هذه المخيمات تحت رحمة الجزائر وقيادة البوليساريو، يجب إنهاء هذه المأساة. وشخصيا أعرف أطفال ولدوا في المخيمات أو احتجزوا وعمرهم لا يتعدى 4 سنوات تم شحنهم بشكل خطير من طرف البوليساريو ضد المغرب والمغاربة، لدرجة أنهم يفضلون الإقامة في جميع بلدان العالم باستثناء المغرب مما حولهم الى ما يشبه "القنبلة الموقوتة". كما أعرف العديد من العائلات أطفالهم أصبحوا نصارى. ولدي شريط فيديو لشابة صحراوية تم تنصيرها تتحدث فيه عن أكل لحم الخنزير وعن شرب الخمر، وعن كونها لا تصلي ولا تصوم وتقول بأنه لا شأن للناس في ذلك. وهذه الشابة باعتها البوليساريو للجمعية الخيرية الاسبانية وهي طفلة تحت غطاء العطلة الصيفية، وهذه الشابة هي نموذج للكثير من الشبان الصحراويين الذين أصبحوا يعتنقون الديانة المسيحية ويدمنون على شرب الخمر وتخلوا عن العادات والقيم الصحراوية.
اليوم العالم يشتكي من الحركات المتطرفة والحركات التكفيرية بينما يجري تجنيد وتنصير الأطفال وشحنهم بالأفكار المتطرفة وهم صغار. وأعتقد أن مخيمات لحمادة هي عبارة عن مخيمات لتفريخ جنود وإرهابيين يباعون ويشترون من طرف الحركات المتطرفة. ولذلك نطالب اليوم الحكومة الاسبانية بوضع حد لهذا البرنامج والذي يسمى "عطل في سلام" ومراقبة الجمعيات التي تشارك في هذا البرنامج.
علي سالم سويح/ عضو بمنظمة اليمامة البيضاء، الكاتب العام للائتلاف الصحراوي للدفاع عن ضحايا سجن الرشيد