السيد رئيس الحكومة المحترم.
تحية احترام وتقدير، وبعد
يسعدني ويشرفني جدا، السيد رئيس الحكومة، أن أكاتب سيادتكم بعد أن أجمع كل المهتمين والفاعلين في الحقل التربوي والمسؤولين السياسيين على ضرورة إنصاف خريجي المدارس العليا للأساتذة وكلية علوم التربية.
في ظل التغيرات التي وقعت والانفراق الذي حدث في ملف التعليم بالمغرب وذلك بحل مجموعة من الملفات العالقة التي تخص رجال ونساء التعليم والذي جاء بمجهودات مختلف الفاعلين والعاملين بمجال التربية والتكوين والوزارة الوصية على القطاع ، نكون قد قطعنا شوطا كبيرا في حل مختلف الإشكالات والتحديات التي تواجه هذا القطاع المهم، وبالتالي نستبشر خيرا بالمضي قدما لغد افضل ومشرق وواعد...وفي حين تبقى الجهود مستمرة من أجل الرقي والدفع بمنظومة التربية والتكوين للهدف المنشود،لا زال ملف خريجي المدارس العليا للأساتذة وكلية علوم التربية ما يقارب -85 خريجا، حاصلين على الإجازة في التربية والإجازة المهنية في المسالك الجامعية-ينتظر الإنصاف والتدخل العاجل الذي ينادي به كل المتتبعين لهذا الملف.
هؤلاء الخريجين خضعوا لانتقاء أولي وامتحان كتابي وآخر شفوي وحضور إلزامي من أجل تكوين أنجع..هذه الفئة خضعت لتكوين وتأطير على يد ثلة من الأساتذة الأفاضل المشهود لهم بالكفاءة في مجال تخصصاتهم.
لقد خضع هؤلاء الخريجين لتكوين معمق في مجالات علوم التربية والتدريس ومناهج البحث التربوي وتطبيقاته وعلوم التكنولوجيا والتواصل والإعلام واللغات والتنشيط التربوي والتشريع، ومواد أخرى حسب التخصص.
السيد رئيس الحكومة المحترم،
لا زال هذا الملف يراوح مكانه وذلك بالرغم من الاحتجاجات المتكررة والمتتالية لهذه الفئة لعلها تجد أذان صاغية بخصوص ملف مطلبي ملح يتمثل في إعفاء هؤلاء الخريجين من شرط السن على غرار إعفائهم من الانتقاء الأولي لما لهذه الفئة من تكوين وتدريب وتأهيل للإنظمام للأسرة التعليمية من أجل تقديم إضافة نوعية والمساهمة في الرقي بالتعليم ببلادنا الى جانب زملائهم في نفس التخصص، وبالتالي أمل كبير فيكم سيادة الرئيس للتدخل لإنصاف هذه الفئة وحل هذا الملف .
السيد الرئيس المحترم،
بعد صدور أول مباراة فيها شرط السن بادرنا إلى التواصل مع مختلف المسؤولين والفاعلين التربويين والأحزاب السياسية لأن هذه الفئة من الخريجين تخرجت قبل صدور هذا القرار،فكان أول لقاء لنا مع السيد محمد بنزرهوني المدير السابق للموارد البشرية الذي استقبلنا بمكتبه مشكورا حيث أكد على أحقيتنا في الإعفاء من هذا الشرط ووعدنا بالقيام بما يجب لإنصافنا..إلا أن بعض الملفات العاجلة والتحضير للنظام الاساسي في تلك الفترة وبعض الأحداث حال دون اللقاء به مرة أخرى،كما تم التواصل بعد ذلك بالأستاذ محمد الدرويش رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، له جزيل الشكر على حسن استقباله وتواصله معنا كان اللقاء مثمرا حيث طالب باسم المرصد الوطني الوزير لإعفاء خريجي المدارس العليا للأساتذة وكلية علوم التربية من هذا الشرط ووضح ذلك في مقال نشر في عدة مواقع إخبارية،كما استقبلتنا السيدة الكريمة النائبة البرلمانية خديجة الزومي بمجلس النواب واستمعت لشرح وتفصيل تام لملفنا مشكورة فكان منها أن طالبت بإنصافنا وتقديم سؤال كتابي للسيد الوزير وقالت أن هذا الملف "قابل للتسوية والحل". كما تواصلنا مع السيد محمد غيات رئيس فريق الأحرار بمجلس النواب الذي نشكره على تواصله معنا والذي أكد لنا على تعاطفه وتضامنه وعلى وجوب إيجاد حل منصف لهذا الملف ووعدنا بالحوار مع المسؤولين في الوزارة..بعد ذلك تم التواصل مع السيد رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب السيد احمد التويزي الذي استقبلنا بمجلس النواب تفهم الموضوع ووعدنا بتقديم يد المساعدة من أجل إنصاف هذه الفئة.في حين تواصلنا مع أحزاب المعارضة فكان رئيس فريق التقدم والإشتراكية السيد رشيد حموني أن تواصل معنا مشكورا وعلى الفور قدم سؤالا كتابيا في الموضوع دفاعا عن مطلبنا العادل والمشروع،كذلك في تواصلنا مع السيدة النائبة عن فريق الإتحاد الاشتراكي وعضوة في لجنة التربية والتعليم بمجلس النواب خدوج السلاسي التي تبنت مطلبنا مشكورة،قدمت سؤالا مفصلا في أحقية هؤلاء الخريجين في مطلبهم..كما تم التواصل مع السيد حسن الإدريسي رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان وأكد بدوره على مطلبنا العادل والمشروع وعلى ضرورة حل هذا الملف وإنصافنا،في حين تواصلنا مع رئيس المنظمة الديمقراطية للشغل السيد علي لطفي الذي أكد على أهمية مطلبنا فبادر لإرسال رسالة لسيادتكم موضحا تفاصيل هذا الملف مشكورا.
كما تم التواصل من قبل مع النقابات الأكثر تمثيلية والتي قدم لنا كتابها العامون السادة الاساتذة الأفاضل كل الدعم والتضامن، مشكورين.
كل هؤلاء السادة النواب المحترمون سواء في الأغلبية او المعارضة والأساتذة الافاضل في النقابات التعليمية والمهتمون بالشأن التربوي ببلادنا السابق ذكرهم أجمعوا على ضرورة حل هذا الملف وإنصاف هذه الفئة التي تكوينها الوحيد هو مجال التربية والتعليم.
السيد رئيس الحكومة المحترم،
تفاجئ الرأي العام الوطني والمهتمين بالشأن التعليمي وكل الفاعلين التربويين من إقصاء هؤلاء الخريجين رغم أنهم معفيون من كل أشكال الإنتقاء الاولي...وبالتالي أصبحوا يعيشون حالة اغتراب وإحباط نفسي تجعلهم يحسون بأن ما حصلوه طيلة مدة الدراسة والتكوين لم يعد ينفعهم في شيء. ولعل مآلهم يشبه إلى حد كبير مآل طلبة البعثات الطلابية المغربية في القرن التاسع عشر إذ لم تتم الاستفادة من تكويناتهم العلمية بسبب أن المهام التي أسندت لهم كانت خارج عن نطاق اختاصاتهم، مما يعني غياب البيئة الحاضنة لهم وبالتالي فوتت الدولة إمكانية التعويل عليهم في بناء المغرب الحديث.
السيد رئيس الحكومة المحترم،
اعتبرنا إعلان الحكومة عن نيتها الرفع من أعداد المدرسين أمرا إيجابيا من شأنه أن يساهم في الحد من إشكالية الخصاص المزمن في الموارد البشرية بمؤسساتنا التعليمية لكن نسجل استغرابنا واستغراب الرأي العام الوطني من إقصاء خريجي المدارس العليا للأساتذة وكلية علوم التربية بعد تكوينهم من مباريات التعليم بسبب شرط السن.بعد مسيرة تكوينية شاقة ومكلفة وبعد الحصول على شواهد تربوية مؤهلة وبعد إنفاق الدولة على تكوين هؤلاء المدرسين المستقبليين نظريا وتطبيقيا في المدارس العليا وكلية علوم التربية حيث تمت التداريب الميدانية التي خضعوا لها في المؤسسات التعليمية العمومية تحت إشراف المديريات الإقليمية كان من المنطقي والأجدر أن يلتحق هؤلاء الخريجين بممارسة مهن التدريس دون شرط السن،على غرار إعفاءهم من الإنتقاء الأولي كما سبق الذكر والذي يشار إليه في كل إعلان للمباراة تحديدا في هذه الحالة حيث التأهيل التربوي متوفر وبالتالي سيادة الرئيس إن هؤلاء الخريجين يتوفرون على تكوين أكاديمي يؤهلهم للقيام بمهام التدريس والإدارة،وهم على اتم الاستعداد لدعم كل الجهود الرامية إلى تجويد منظومة التربية والتكوين من خلال تسخير جهودهم وتجاربهم للنهوض بالمدرسة العمومية يدا في يد مع الأساتذة الكرام والأطر المختصة علما أنهم سيظلون منفتحين على اقتراح توجيههم للأطر المختصة الذي اقترحه مجموعة من الفاعلين والمهتمين بمجال التربية والتعليم.
السيد رئيس الحكومة المحترم،
نأمل أن تجد رسالتنا اهتماما كبيرا منكم وصدى لدى معاليكم لإنصاف هذه الفئة التي ستأخد على عاتقها القيام بمسؤولياتها التربوية والإدارية على أحسن وجه.
وفي انتظار تفاعلكم الايجابي، تقبلوا مني، السيد رئيس الحكومة المحترم، خالص الشكر والتقدير.
مصطفى بويا، المنسق الجهوي لخريجي المدارس العليا للأساتذة وكلية علوم التربية.