كان الفرنسي جول ريميه صاحب فكرة تنظيم مونديال كرة القدم، وهو من مواليد 14 أكتوبر 1873، ارتبط اسم هذا المحامي بالمونديال حين قدم فكرة لازالت تشد إليها العالم، واستطاع أن يجمع الشعوب حول الكرة مرة كل أربع سنوات.
في كل بلد يوجد محامي في ملاعب كرة القدم، لاعبا أو حكما أو مسيرا أو مدربا، رغم أن التحكيم والتسيير هما القطاع الأكثر استقطابا للمحامين.
في مصر يعتبر مرتضى منصور، الرئيس السابق لنادي الزمالك المصري، من أشهر المحامين الذين ميزوا مسار هذا النادي والكرة المصرية عموما.
"أنفاس بريس " تستعرض عبر ملفها أبرز الأسماء التي جمعت بين المرافعات في المحاكم والتدبير الكروي في الملاعب.
المحامون الأولون في الوداد
قبل تأسيس الوداد الرياضي سنة 1937، أسندت اللجنة التحضيرية للمحامي محمد زروق مهمة صياغة القانون الأساسي للنادي إلى جانب عبد اللطيف بنجلون ومحمد بنجلون وأحمد اليمني، وهو القانون الفرنسي الذي كان منا لواجب تعديله. لكن الوداد ارتبط في بداياته بفقهاء القانون، أبرزهم الرئيس السابق عبد القادر بن جلون الذي كان صوت القانون داخل الوداد، وبالرغم من دراسته القانونية فإن الرجل سيصبح أول وزير للمالية في تاريخ المغرب المستقل.
تقول لطيفة بن جلون العروي نجلة عبد القادر في السيرة الذاتية والدها «حياة عبد القادر بن جلون» ثاني رئيس في تاريخ النادي «بعد المؤسس الحاج محمد بن جلون التويمي» من خلال تقلده الرئاسة سنة 1943 وهي الفترة التي تزامنت مع تصعيد الوداد لمطالبتها بوضع حد لقانون «ثلاثة أجانب». وقد نجح عبد القادر بنجلون آنذاك، بحنكته كمحامي، في ربح الرهان وتغيير القانون الفرنسي بالرغم من كل الصعاب التي رافقت تلك الحقبة.
لكن المحامي عبد الرحمن الخطيب، الذي ترأس الوداد سنتي 1949 و1950، وشقيق صديق محمد الخامس الطبيب الجراح والسياسي عبد الكريم الخطيب، كان أقرب رؤساء الوداد إلى قلب ولي العهد حتى بعد أن أصبح ملكا، حيث عينه وزيرا للداخلية، وحين حصل تغيير حكومي انتقل إلى وزارة الشباب والرياضة.
قال عنه الملك وهو يبرر تعيين عبد الرحمن وزيرا للرياضة: «عبد الرحمن ليس متطفلا على الرياضة، بل كان لاعبا سابقا في نادي اليسام المراكشي، ورئيسا للوداد البيضاوي، وعداء للمسافات القصيرة».
محامون جلسوا على كرسي رئاسة الرجاء
في سجل تاريخ الرجاء الرياضي، كتب العديد من المحامين أسماءهم، ، كالمعطي بوعبيد، وعبد اللطيف السملالي، وعبد الواحد معاش، وأنيس محفوظ.
كان المعطي بوعبيد يجمع بين السياسة والقانون، دخل العمل السياسي في سنٍ مبكرة، ثم أسس عام 1983 حزب الاتحاد الدستوري. تولى عددا من المناصب الرفيعة وعين وزيرا أولا كما جميع بين الوزارة الأولى والعدل.
تقلد المعطي بوعبيد مناصب عديدة في سلك العدالة، حيث عين وكيلا للملك لدى محكمة طنجة منذ عام 1956، ثم وزيرا للشغل في عهد الملك محمد الخامس، وحين اعتزل القضاء وأصبح نقيبا للمحامين جمع بين الكرة السياسة والقانون.
في مشواره القانوني والكروي، كان المعطي بوعبيد مؤازرا بالمحامي عبد اللطيف السملالي، الذي سيركب معه صهوة السياسة حين انطلاقا معا من الاتحاد الاشتراكي وأسسا إلى جانب آخرين الاتحاد الدستوري، فضلا عن منصبه كوزير للرياضة لقرابة عقد من الزمن، كما أشرف على ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم ثلاث مرات، لكن بالرغم من مناصبه العليا في الهيئات الكروية محليا ووطنيا وعربيا، إلا أن السملالي لم يتقلد منصب الرئاسة، بل إن ابنه زكريا السملالي كان مسيرا قياديا في الرجاء في فترات متفرقة.
محمد أحكان..أصغر محامي في مكتب الوداد
يعد المحامي محمد أحكان، أحد أصغر المسيرين الذين خرجوا من المدرجات، فقد كان ابن حي بني مكادة حريصا على الجمع بين التسيير وعشق اتحاد طنجة. حصل على الإجازة في القانون الخاص ومنها دخل عالم المحاماة، وبحسه الجمعوي أصبح رئيسا لجمعية المحامين الشباب.
حسب صحيفة «لاديبيش» فإن أحكان كان لاعبا فرق تنتمي لعصبة الشمال، أبرزها ترجي طنجة، لكنه ظل عاشقا لاتحاد طنجة التي أصبح منخرطا فيها، في الموسم الرياضي الذي فاز فيه الفريق بلقب البطولة، حين أصبح عضوا في اللجنة القانونية للنادي، قبل أن يتحمل رئاسة اللجنة المؤقتة وبالضبط، ثم انتخب رئيسا جديدا لاتحاد طنجة لكرة القدم، خلفا لعبد الحميد أبرشان. لكن حين شعر بالاختناق المالي قدم استقالته وظل حاضرا في المدرجات مشجعا لفريقه.
المحامي الذي أصبح أبا روحيا للدفاع الجديدي
يعتبر اليزيد الشركي الأب الروحي للدفاع الحسني الجديدي، فقد ارتبط به في الستينات من القرن الماضي، وظل وفيا للنادي منذ أن كان مجرد مشجع. تقلد اليزيد منصب وكيل للملك في الجديدة ومراكش، وحين اعتزل القضاء وكيلا دخل عالم المرافعات وفتح مكتبا في مسقط رأسه، حيث أسندت له مهمة رئيس للدفاع الحسني الجديدي مرة أخرى خلفا لادريس شاكير، وضم في مكتبه المسير عدة محامين أبرزهم فجار وبسطيلي وخربة والشراط.
في مدينة بني ملال سيترأس فريق الرجاء الملالي المحامي عبد الصادق بودال، بعد الاستقالة التي تقدم بها كرومي عبد الرفيع من رئاسة الفريق، علما أن عبد الصادق كان ناطقا رسميا للنادي الملالي، بل إن هذا الرئيس سيصل إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. لكن مذكرة وزارة الداخلية أبعدت عبد الصادق عن تدبير الفريق لمسؤوياته في بلدية بني ملال.
وفي سيدي قاسم ارتبط المحامي سعيد المهداوي بالاتحاد، وقاده في أصعب مراحله، كما انضم للمجموعة الوطنية لكرة القدم والعصبة الوطنية للهواة ورافع في محكمة التحكيم الرياضي.
بوشعيب لحرش يجمع بين المحاماة والتحكيم
من بين أبرز الحكام الذين قادوا مباريات الدوري المحلي بوشعيب لحرش الحكم الدولي المغربي الذي يجمع بين المحاماة والتحكيم. وهو من مواليد 5 شتنبر 1972، عاش فترة طويلة من حياته في حي ميلان الشعبي. وكان يعد قيد ممارسته من أفضل الحكام المغاربة، لخبرته وقيادته لمباريات هامة قاريا ووطنيا.
التحق بوشعيب بمدرسة التحكيم سنة 1991، وأول مباراة لعبها بالفئات الصغرى سنة 1992 والتي جمعت جمعية الحليب ضد الرجاء، درس الحقوق في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وظل يجمع بين التزاماته المهنية والرياضية، خاصة بعد أن تحول إلى محاضر، قبل أن تسند إليه مهام قيادية في مديرية التحكيم.
في نفس قطاع القضاء نتوقف عند الحكم منير الرحماني الذي تألق في الملاعب وعرف بصرامته، التحق بالتحكيم سنة 1991، وهو إطار في وزارة العدل، وطبعا هناك أسماء أخرى كالزداني وغيره من الحكام الذين اختاروا الجمع بين المرافعة والكرة.
الجوباري لاعب ومدرب ينال صفة محامي
نجح إبراهيم الجوباري، اللاعب السابق للمغرب الفاسي والاتحاد الزموري للخميسات، في اجتياز امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة.
وقال اللاعب السابق في تدوينة على منصته التواصلية على الفايسبوك: «من باب وأما بنعمة ربك فحدث»، الحمد لله وبفضل منه وتوفيقه نجحت في امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، وهي المهنة التي أحبها وأتشرف بالانتساب إليها. شكري وامتناني لوالدي وأساتذتي ولكل من كان إلى جانبي".
في مدينة أصيلا، بدأ عشق إبراهيم للرياضة، لكن والده عبد السلام ظل بمثابة فانوس يضيء العتمة، تألق الفتى في رياضات متعددة قبل أن يبرز في الألعاب المدرسية ويتحول إلى نجم في لعبة كرة السلة، لكن جاذبية الكرة كانت أقوى حين تكون في فريق الرجاء الأصيلي وحمل قميص فريق مسقط رأسه وحين اشتد عوده انضم لفريق اتحاد طنجة، هناك بدأت رحلة التألق تحت الأضواء، فأصر المدرب رشيد الطاوسي على استقطابه إلى المغرب الفاسي في تجربة لا تتكرر، لكن الأعطاب ترصدته ومنعته من تحقيق حلم الانضمام إلى المنتخب الوطني، وحين عرض عليه الاتحاد الزموري للخميسات دخول تجربة جديدة لم يتردد.
اعتزل إبراهيم الكرة لاعبا لكنه لم يعتزلها ممارسا ومؤطرا، حيث أشرف على تدريب فريق الرجاء الأصيلي وعمل على جعل التكوين في مجال التدريب طريقا موازيا لطريق المحاماة، قبل أن ينال صفة محامي.