تجدر الإشارة إلى أن هذه القوافل انتشرت في ثلاثينيات القرن الماضي بإشراف من "الإقامة العامة"، التي يمثّلها سياسيا المُقيم العام أوبير ليوتي، وأحدثت لهذا الغرض "مصلحة للقوافل السينمائية " بقصد نشر الأفكار والقضايا الاستعمارية في البوادي المغربية. إلا أن هذه القوافل استمرت بعد الفترة الاستعمارية بعد أن تسلمت كتابة الدولة في الأنباء تلك المصلحة لتسخرها للترفيه والتوعية وكبديل للنقص الكبير في قاعات العروض.
سينما الصحراء
سينما الصحراء ومالكها الخليل الحسين الذي ينحدر من مدينة بويزكارن وتأسست في فترة السبعينيات وكان أول افتتاح لها في سنة 1973.
وكان من بين المشرفين على جهاز بث الأفلام بها رجل يسمى السنهوري بمساعدة أعطار كما كان أخ الخليل يشرف على بيع التذاكر التي يصل ثمنها1,5 درهم بالنسبة للمستوى الأسفل في حين ثمن تذكرة المستوى الأعلى يبلغ 2 دراهم . سينما الصحراء اليوم عبارة عن بناية مجهولة، جسد بلا روح تتوسط بنك القرض الفلاحي وحمام اللوكس بالشارع المؤذي إلى مدينة طانطان أو ما يسمى شارع يوسف بن تاشفين.
سينما الخيمة
أنشئت سينما الخيمة بمعايير حديثة ومواصفات عالية واشتهرت بأثاثها الجيد وصباغتها الأنيقة وسعتها الكبيرة بالإضافة إلى سطحها المتميز وتواجد مقاهي ومحلات تجارية. كما كانت مقاعدها الأمامية من الخشب في حين المقاعد الخلفية مكسوة بالثوب وتعود ملكيتها لعبد الله أبوزيد. وواصلت الاشتغال منذ افتتاحها سنة 1983 إلى غاية سنة 1998. وتميزت بعرض الأفلام الأجنبية والهندية وقليل من الأفلام المغربية والمصرية.
ولم تكن سينما الصحراء والخيمة تقتصران على عرض الأفلام فقط بل احتضنتا سهرات ومسرحيات لفرق عديدة كفرقة ناس جيل جيلالة التي أقامت سهرة بسينما الصحراء وفرقة مسرحية لجمعية الأطلس الكبير بمراكش التي عرضت مسرحية لها بذات السينما.
كما عرفت سينما الخيمة عروضا فنية لكل من باز وعبد الرؤوف وحميد الزهير وعبد الجبار الوزير وبلقاس وناس الغيوان وغيرهم.
المتأمل لقاعات السينما بمدينة ڴلميم اليوم يجدها عبارة عن بنايات هامدة وبدون هوية بعد ما كانت تعج بالحيوية والحركة .
الثمانينيات ونشأة النوادي السينمائية
تجدر الإشارة إلى أن في فترة الثمانينيات عرفت تأسيس عدة نوادي سينمائية ciné club تعرض الأفلام مقابل انخراط وهكذا يتم عرض فيلم كل يوم أحد ومناقشته وهي مبادرة تبناها بعض الأساتذة.
كانت ملصقات الأفلام تعلق على بعض الأسوار وأحيانا يتم استعمال السيارات التي تجوب المدينة لإعلام الناس.
وتجدر الإشارة أن السينما كانت متنفسا لكل الفئات العمرية للترفيه حيث يتفاعل المتفرج خلال العروض ويتماهى مع أحداثها بالصفير أو التصفيق أو الغضب حسب مضمون كل مشهد انتصار للبطل أو فرحا بانهزام الشر ويمتد مفعولها خارج إطار العرض بعيدا، في الشارع والبيت والمدرسة، من خلال تقمص أدوار الممثلين وحفظ أسمائهم وتقليد حركاتهم والتغني بأغانيهم وحتى إطلاق كنياتهم على البعض. وهكذا اشتهرت أسماء بعينها بقدرتها الكبيرة على أداء الأغاني الهندية عل الخصوص.
أول خشبة مسرح
حسب بعض الشهادات كانت أول خشبة مسرح في ڴلميم بالمعنى الحقيقي للخشبة بدار الخيرية للأطفال ونظمت بها فرقة جيل جيلالة سهرة سنة 1973. كما كانت تقام بها مختلف الأنشطة المدرسية وخصوصا حفلات نهاية السنة الدراسية وتوزيع الجوائز التشجيعية.
وقد عرفت دور السينما إقبالا منقطع النظير خصوصا نهاية الأسبوع وفي الأعياد .
وادنون في قلب الأفلام السينمائية
الحديث عن السينما يجرنا للحديث عن الأفلام التي تم تصوير بعض من مشاهدها وادنون، وقد واكب تصوير الأفلام الاستعانة بالساكنة المحلية للتمثيل سواء داخل مجال ڴليميم أو خارجه. وهي أفلام تناولت بالتفصيل حياة البادية والعادات والتقاليد والعمران بكل تجلياته من قصور وأبراج ومنازل ومظاهر العيش للسكان. نورد بعضها على سبيل المثال لا الحصر:
حيث قامت المخرجة الأمريكية نانسي ݣريڤز بتصوير فيلم بعنوان”Goulimime 1970″ سلط الضوء على سوق الإبل الذي كان وقتها يقام في الساحة المتواجدة وراء فندق السلام ب ڴلميم
-فيلم ألف يد ويد
فيلم احتفى المخرج سهيل بن بركة في جزء من فيلم له بعنوان ألف يد ويد ( Les Mille et Une Mains ) ببعض المعالم من ڴلميم خصوصا اڴويدير والسواري السامقة والسوق ورحبة الزرع واد صياد. هذا الفيلم هو أول فيلم طويل للمخرج ذو الأصول الوادنونية