يأخذنا الشاعر أحمد زنيبر إلى مقامات الذات عبر الأمكنة المختلفة، ضيقا وانفتاحا، إلى جانب مقامات الوَجد الصوفي، سلوكا وأحوالا، دون إهمال الدّنُو من مقامات الإيقاع الموسيقي، حنينا وانشراحا. وبين المقامات والرّخام مساحة شعرية للتأمل في الذات والوجود وفي الصور والألوان.
يقول القاص أنيس الرافعي في كلمة خصّ بها الديوان: "للرُّخام سوابقُه الشاخصة في جينيالوجيا الحَجر..؛ بيدَ أنَّهُ مع المُبدع أحمد زنيبر، في ديوانه الجديد"مَقاماتُ الرُّخام"، يغدو مقاماتٍ مُتدرّجة ومُتداخلة ومتصاديّة للبوح والاستذكار والتبصّر واستعادَة المكان وخَفْق الحنايا وطيّ المسافة السّحيقة بين الحَزَنِ والنسيان. قصائدُ هذا الديوان الجميل، مُترابطةٌ كالعيْن والحاجب، متآزرةٌ كالنّدوب في جُرح واحِد، مُشْرَعَةٌ على البَهاء والهَباء معًا. تُغْلِقُ دفّتي القصائد، فيمُسّكَ، فجأة، ترنيقٌ خفيفٌ بين النّوم واليَقظة، ثمَّ تفتحُ عينيْكَ على سعَتِهما، لتكتشفَ - أيُّها القارىءُ النّبيهُ - أنَّكَ قابضٌ على قطعةِ رُخامٍصقيلة عليها تخطيطٌ لصورةِ وجهِكَ.. لمسوَّدَة وجْهِك ..لوجهكَ الأخير قبل التّلاشي الختاميّ في سَديم "ما وراء الوجه" بتعبير إيمانويل لفيناس".
يشار إلى أن ديوان "مقامات الرخام" صدر عن دار أكسيون للتواصل بالرباط في ماي 2024.