عبدالإله قدار: نحو ثقافة حوارية إيجابية في اجتماعات شعبة الأساتذة

عبدالإله قدار: نحو ثقافة حوارية إيجابية في اجتماعات شعبة الأساتذة عبدالإله قدار
تُعد اجتماعات شعبة الأساتذة في الكليات والمدارس العليا بالجامعات المغربية فرصة ثمينة لتبادل الأفكار والمناقشة البناءة حول القضايا المهنية والأكاديمية. ومع ذلك، غالباً ما تتحول هذه الاجتماعات إلى منصات للتخوين والتجريح الشخصي، بدلاً من التركيز على الموضوعات ذات الصلة.
 
أولاً، تنتشر ظاهرة التخوين والتشهير ببعض الزملاء، حيث يتم إلصاق تهم وتوجيه اتهامات دون أدلة موضوعية. هذا السلوك السام ينال من كرامة الأفراد ويقوض ثقة المجموعة ككل. بدلاً من ذلك، ينبغي على الأساتذة التركيز على نقد الأفكار والممارسات بطريقة موضوعية وبناءة.
 
كذلك، يلجأ البعض إلى الركوب على الأخطاء والزلات التي يرتكبها زملاؤهم، مستغلين ذلك لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية. هذا السلوك الانتهازي ليس له مكان في الحوار الأكاديمي المثمر، بل يضر بمناخ الثقة والاحترام المتبادل.
 
علاوة على ذلك، تنتشر ظاهرة السب واستخدام الألفاظ النابية والمسيئة أثناء الاجتماعات. هذا السلوك المتطرف يتنافى مع قيم الجامعة كمؤسسة أكاديمية راقية، ويقوض مكانة الأساتذة كقدوة للطلاب.
 
في المقابل، ينبغي على الأساتذة تبني ثقافة حوارية إيجابية تقوم على الاحترام المتبادل والنقد البناء. فمن خلال التركيز على الأفكار وليس الأشخاص، وتقديم المقترحات البناءة بدلاً من التشهير، يمكن للأساتذة أن يسهموا في تطوير ممارساتهم المهنية وتحسين البيئة الأكاديمية ككل.
 
في الختام، إن اجتماعات شعبة الأساتذة تمثل فرصة ثمينة للحوار والتعاون البناء. لذا ينبغي على الأساتذة الالتزام بالأخلاقيات المهنية والابتعاد عن سلوكيات التخوين والتجريح الشخصي، حتى تتحقق أهداف هذه الاجتماعات في تطوير الممارسات الأكاديمية وتعزيز روح الفريق.
 
عبدالإله قدار، أستاذ جامعي