موسم طانطان 2024: زوار جناح الخيام الموضوعاتية الإماراتية يستكشفون التنوع الثقافي لمظاهر حياة المواطن الإماراتي

موسم طانطان 2024: زوار جناح الخيام الموضوعاتية الإماراتية يستكشفون التنوع الثقافي لمظاهر حياة المواطن الإماراتي يتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة منها عروض تقليدية
يستمر جناح الخيام الموضوعاتية الإماراتية المقام بساحة السلام والتسامح في إطار فعاليات الدورة ال 17 لموسم طانطان الذي انطلقت فعالياته الأربعاء الماضي، تحت شعار “موسم طانطان: 20 عاما من الصون والتنمية البشرية”، للزوار، في فتح نوافذ لاستكشاف تنوع وغنى تراث وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة. 

وتعرض هذه الخيام الموضوعاتية مختلف مظاهر وأنماط حياة الإنسان الإماراتي وعاداته وتقاليده التي تشبه في كثير من الأحيان تقاليد الأقاليم الصحراوية بالمملكة. 
 

ويتيح هذا الجناح لزوار موسم طانطان اكتشاف مختلف أوجه التراث الثقافي المادي واللامادي لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تشارك في هذا الموسم منذ سنة 2014. ويضم جناح الخيام الموضوعاتية، الذي يشكل فرصة للتوقف على أوجه التشابه بين التراث الاماراتي والتراث المغربي الصحراوي، مجموعة من الأروقة تعرض منتوجات متنوعة من حرف تقليدية ومطبخ شعبي وألعاب وفنون شعبية وأزياء وحلي تقليدية، وكل ما يتعلق بطقوس الضيافة والكرم وحسن الاستقبال، وكذا معدات للصيد البحري التقليدي، بالإضافة إلى صور توثق للعلاقات التاريخية بين الإمارات والمغرب. 
 

بخصوص الحرف التقليدية يتوفر الجناح على رواق يعرف بمستلزمات الإبل برعت يد الحرفي التقليدي الإماراتي في نسج متعلقاتها خاصة في إطار حرفة يدوية يطلق عليها “السدو” (حرفة من الحرف التقليدية التي تعتمد على حياكة صوف الأغنام)، وكذا طرز “التلي”، وصناعة “سف الخوص” (صناعة الحصير من سعف النخيل)، وحلي تقليدية وصناعة الأواني. كما تعرض الخيام الموضوعاتية أطباق مشتقات التمور أو ما يعرف لدى الإماراتيين ب “البثيثة” و”الممروسة”، بالإضافة إلى ملابس رجالية ونسائية، وعطور، وبهارات، وأكلات شعبية ك “الهريس”، إلى جانب رواق خاص بطقوس “الضيافة وتقديم القهوة”. 

ويعرض رواق الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإمارات مجموعة من الصور تؤرخ للعلاقة التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب، وكذا العلاقات التراثية المشتركة بين المغرب والإمارات ب (اليونيسكو)، أما رواق الصيد البحري التقليدي فيتيح للزائر التعرف على طرق وأدوات وتقنيات الصيد البحري وخاصة التقليدي. 

وقال عبد الله القبيسي، مدير جناح دولة الإمارات العربية المتحدة بموسم طانطان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الإمارات التي تشارك في موسم طانطان منذ سنة 2014 تحرص دائما على إبراز عناصر التراث الإماراتي الذي نتشارك فيه مع ساكنة الصحراء المغربية، مضيفا أن أبرز ما نتشارك فيه هو ممارسات تراثية تعبر عن قيم كرم الضيافة من خلال الشاي المغربي والقهوة الإماراتية. وأشار إلى أن المشاركة الإماراتية في دورة هذه السنة تتميز بتنظيم فعاليات جديدة منها مسابقات في الطبخ والألعاب الشعبية. 
 

من جهته، قال حمد عبيد الزعابي، مشرف على رواق الأرشيف والمكتبة الوطنية بجناح الإمارات، أن هذا الرواق يعرض عدة صور تاريخية توثق للعلاقة التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية والتي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مع جلالة المغفور له الحسن الثاني. وأشار إلى أن هذا الرواق يضم 22 صورة منها صور حول العلاقات الدولية بين البلدين الشقيقين، وصور حول إمارة أبوظبي بين الماضي والحاضر ومنها صور خاصة بقصر الحصن تعود لسنة 1966 وأيضا صور تؤرخ لفترة ترميم هذا القصر، وكذا صورة تتعلق بالزيارة التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمملكة المغربية سنة1971 لحضور مهرجان تراثي، مبرزا أن الامارات تركز خلال مشاركتها في موسم طانطان على إبراز التاريخ الوطيد والثقافة الإماراتية المغربية المشتركة والمتشابهة. 

وكانت فعاليات الدورة ال 17 لموسم طانطان المنظم إلى غاية 30 يونيو 2024، تحت الرعاية الملكية لمحمد السادس، قد تميزت بافتتاح الخيام الموضوعاتية المغربية والإماراتية المقامة بساحة السلام والتسامح، وتقديم عروض في الهجن والفروسية التقليدية “التبوريدة”، واستعراض تقليدي لموكب الجمال يجسد ثقافة الرحل. ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة منها عروض تقليدية، وإقامة معارض للحرف اليدوية الأصيلة، وعروض فلكلورية (سباقات الإبل، فن التبوريدة)، إضافة إلى معارض تراثية تبرز التراث الحي الذي تزخر به المنطقة، وكذا مسابقة الألعاب الشعبية التقليدية، فضلا عن جلسات شعرية. كما سيتم تنظيم ندوة حول فرص الاستثمار في جهة كلميم وادنون والعمق الإفريقي للثقافة الحسانية. ويعد موسم طانطان الذي تم إدراجه من طرف منظمة (اليونسكو) ضمن التراث الشفهي غير المادي والإنساني عام 2005، والمسجل ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي والإنساني عام 2008 ، نقطة تجمع سنوي لأكثر من ثلاثين قبيلة للرحل يلتقون قصد التبادل فيما بينهم ومن أجل صون تراثهم الثقافي، خصوصا فيما يتعلق بالموسيقى والرقص والحرف اليدوية والعادات التقليدية.