السعيد العنزي تاشفين.. الأوهام الأربعة أمام منتدى حزب أخنوش بجهة درعة

السعيد  العنزي تاشفين.. الأوهام الأربعة أمام منتدى حزب أخنوش بجهة درعة السعيد العنزي تاشفين يتوسط محمد صديقي وزير الفلاحة وأهرو ابرو رئيس مجلس جهة تافيلالت
 دعوني أهل التجمع الوطني للأحرار أدلي بالرأي في الموضوع ؛ وتقبلوا مني " تهوري " : 
 مبدئيا يجب تثمين عقد اللقاءات التواصلية من طرف كل الأحزاب التي تتوصل بالدعم العمومي من المال العام قصد القيام بمهام محددة في المتن الدستوري وعلى رأسها التأطير . لذلك، وأمام ما تتميز به درعة تافيلالت من تهميش مبالغ فيه ومن تخلف مؤشرات التنمية ؛ حري دعم كل نقاش عمومي يروم تحفيز القابلية المجتمعية للتداول في تطلعات المواطنين ؛ لكن دعوني أناقشكم في كثير من الحيثيات. وعليه أسجل ما يلي :

 
 أولا : النشاط من تنظيم الشبيبة التجمعية وهو أمر مهم رغم أن السؤال هو هل يسمح الحزب فعلا بملامسة قضايا الشباب بالجهة التي أضحت تعرف مؤشرات خطيرة كالإنتحار والهجرة السرية وانتشار المخدرات في صفوف فئات عريضة من الشباب والكهول - كما يروج - رغم أننا نشهد للمؤسسة الأمنية تميزها لما تبذله من مجهودات في باب محاربة الجريمة وعبور المخدرات الدولية بفضل يقظتها وأهبتها المستدامة . ثم هل هنالك موضوعيا فعل حزبي شبابي يناقش بحرية مختلف الإشكالات المعروضة بالجهة بعيدا عن إملاءات حزب يبدو أنه يتحول رويدا رويدا إلى إدارة سياسية أو مكتب دراسات ينظم نقاشات على مقاس الضوابط التقنية والفنية التي تحبس النقاش العمومي وتنمطه بدل تحفيزه وفتح أفاقه من أجل البلاد والعباد . 
 
ثانيا : نسجل ، عبر الإعلان أسفله ، أن تنظيم ما يسمى " منتدى مسار التنمية " سيُحتضن بفندق وليس بقاعة عمومية كما يحصل مع التنظيمات المدنية التي تعجز أحيانا عن إيجاد قاعة عمومية لتنظيم نشاط ، أو كما حصل سابقا مع حزب العدالة والتنمية الذي احتضنت قاعة فلسطين لقاءه بالرشيدية بحضور سعد الدين العثماني شخصيا باعتباره رئيسا للحكومة وأمينا عاما للحزب . فتنظيم نشاط سياسي بفندق لا شك داخل قاعة مكيفة يزرع صورة مغلوطة عن وضعية درعة تافيلالت التي تعيش بسبب المناخ القاسي جدا والمتحالف مع ضعف منسوب التنمية حالة قاسية تستحق تدخل إنقاد بدل البقاء في حدود فك العزلة عن مداشر العصر الوسيط وإتاحة إمكانية ربط منازل بسيطة بالكهرباء والماء " الصالح " للشرب باسم تدخل مجلس الجهة الذي يديره الأحرار بكثير من الإداراتية بدل الفسحة السياسية المطلوبة وفق مضامين الدستور . وعليه فمن المفروض سياسيا ، وتفاديا لسياسة " البرستيج " ، تنظيم اللقاء الذي يحمل صفة منتدى !! ، رغم أن للمنتدى عرفيا شروطا واضحة ، في قاعة فلسطين كما اعتاد الرأي العام المحلي والجهوي حتى يتسنى حضور كل العقول الحية المشارَكة في النقاش بدل تحويل النقاش الموعود ، فرضا وجدلا وتوقعا ، إلى مناسبة كارنافالية لممارسة الفلكلور الحزبي بكثير من الخطابات المنمقة على حساب انتظارات أكثر من مليون ونصف مليون من ساكنة هذه الجهة التي تنتظر من نخبة الحزب بهذه الجهة الترافع القوي لدى الحزب لمنح ميزانيات حكومية استثنائية للجهة التي يترأسها الحزب ، بدل الخضوع للضوابط البيروقراطية عموديا كأن مهمة النخبة التجمعية جهويا هنا هو التصفيق من جهة وإحضار النساء من جهة ثانية لإنتاج الزغارد السياسية في حضرة شخصيات حزبية مركزية على حساب حق الجهة في نخبة حزبية قادرة على ممارسة البوليمك الحقيقي لصالح الإنصاف الترابي بدل البحث المكشوف عن " الرْضى " لدى صقور الحزب مركزيا من أجل مزيد من الحضوة و " الزْهر " في خضم الإستخفاف بعذابات المغاربة بهذه الربوع الوفية والمقصية من كل حلم وأمل . 
 
ثالثا : استقبال عاصمة الجهة ( الرشيدية ) ، التي لا تحمل من العاصمة إلا الإسم ، هذا النشاط لا يخلو بدوره من تسويق صورة غير حقيقية عن واقع التنمية ، ذلك أن وزير الفلاحة بصفته أيضا قياديا بالحزب ومقرب جدا من الأمين العام للتجمع الوطني للأحرار ( المدير الرئيس العام للحزب PDJ ) سيحضر ، توقعا ، على مثن طائرة خاصة أو مصنفة إلى الرشيدية وهو ما لن يسمح له بالوقوف على معاناة التنقل في طرقات " مكرفسة " نحو درعة تافيلالت . وعليه حري تنظيم النشاط ( المنتدى ) في أمصيسي أو أنليف أو أتربات أو محامد الغزلان أو الجرف أو إملشيل أو أمسمرير .. أو غيرها من مناطق المغرب المعطوب قصد تقديم الدليل أن السياسة مهنة المتاعب وتحمل مشاق التواصل الأفقي مع الكتلة الناخبة وعموم المواطنين ، بدل اقتصار المسافة في عاصمة الجهة وبقاعة مكيفة بفندق مؤهل داخل عاصمة الجهة باسم السياسة المهدورة بأدوات التأويل الإداراتي للسياسة . 
 
 رابعا : هل نجحت الطبقة الحزبية الكامنة خلف الإعداد لهذا المنتدى في دعوة القوى الحقوقية الحية والإعلاميين النزهاء ، بعيدا عن الإنتقائية ، من أجل الإستماع إلى أهات الساكنة ؟ أم أن المنتدى ليس إلا فرصة لعقد ندوة « سياسية » بكثير من البرستيج والنخوة وتلقي عبارات المتن والتمجيد والثناء باسم الحزبية المكيّفة التي تخطط لانتخابات 2026 دون منح قضايا الجهة الحارقة أدنى اهتمام في خضم ارتفاع منسوب " الحكَرة " كما يظهر في قفار الجهة خاصة في مناطق السفوح الجنوبية الشرقية ( أمغى وغريس وزيز وكير و .. ) التي يقطنها الشرفاء من حفدة الذين صنعوا ملاحم بوكافر وصاغرو وبادو وأمكلاكال وبوذنيب وتازيزاوت ، وغيرها من البطولات التي انتهت إلى معانقة حفدة المقاومين للتهميش الفج في كنف حكومات ما بعد الإستقلال النسبي وما بعد دستور 2011 كذلك رغم الإختلافات الشكلية سياسيا من مرجعية إدارية نحو مرجعية إسلامية إلى مرجعية ليبرالية إجتماعية مع عمق واحد ووحيد هو تبخيس السياسة وتحويلها إلى مجرد فعل تكنوقراطي - بيروقراطي سطحي أقصى ما يبلغه هو الكارنافالية والفلكلورية والماركوتينغ المتبرجز . 
ختاما:  أرجو صادقا أن ينجح اللقاء من خلال فتح نقاش عمومي حقيقي وصادق بعيدا عن خطابات " تنكافت " الحزبية التي لا يحتاجها حزب حسم مع ماضيه بمجهودات مبذولة نسجلها إيجابا ، وهو ما يستحق صدقا عدم السقوط في البهرجة والفلكلرة ؛ ولو كان اللقاء مفتوحا للعموم حتما سنحضر لممارسة الجدل المعرفي والترافع السياسي والتفاوض النقابي لصالح جهة أخذنا على عاتقنا العهد للترافع عنها ضمن إيماننا القوي والثابت بالوطن من طنجة إلى الكركارات وبثوابثه كاملة وفي مقدمتها الملكية الديموقراطية الدستورية الإجتماعية البرلمانية تحت حكم راعي الدمقرطة وحقوق الإنسان .
فهل سينجح حزب RNI بهذه الجهة في فتح نقاش سياسي ديموقراطي صادق ؟! ذلك حلم كل المؤشرات تفيد صعوبة تحققه.