عجت صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك " بهاشتاغ "إسقاط العصبة الاحترافية مطلب جماهيري # بلقشور ارحل"، ففي الوقت الذي كان الرجاويون يتبادلون تهاني البطولة، كان عبد السلام بلقشور في فوهة المدفع يتلقى قذائف من أنصار الوداد والجيش الملكي.
ليست المرة الأولى التي تعرض فيها رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية لوابل من الانتقادات، فقد تعرض لغارات من الدفاع الجديدي ومن شباب السوالم ومن فرق أخرى خسرت معاركها في غرفة التأديب.
أصل الحكاية يعود إلى البلاغ الأخير، الذي أصدرته العصبة الاحترافية لكرة القدم والتي يترأسها عبد السلام بلقشور، والقاضي بتعديل الترتيب النهائي للبطولة الاحترافية لكرة القدم، بإضافة هدف لصالح اتحاد تواركة ومنحه المركز الرابع عوض الوداد الرياضي، الشيء الذي أجج غضب مكونات فريق الوداد الرياضي.
مباشرة بعد إسدال الستار على الدورة الأخيرة من البطولة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، بتتويج الرجاء الرياضي بطلا للدوري بدون هزيمة، جددت إدارة نادي اتحاد اتواركة مطلب استحقاقها للمرتبة الرابعة المؤدية لمنافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، على خلفية الاعتراض المقدم ضد شباب السوالم الرياضي، ما دفع العصبة الاحترافية إلى مراجعة أوراقها وإصدار ترتيب جديد يمنح من خلاله للفريق التوركي حق المشاركة في الاستحقاق القاري بدل الوداد الذي تراجع إلى الصف الخامس.
في أول رد على قرار العصبة التي يرأسها عبد السلام بلقشور، رئيس المكتب المديري لنهضة الزمامرة، أصدر نادي الوداد الرياضي بلاغا عبر فيه عن استغرابه من "قرار التصنيف النهائي للموسم الرياضي 2023-2024 للبطولة الاحترافية لكرة القدم في قسمها الأول، المعلن عنه بعد انتهاء البطولة، والذي تم تحيينه من طرف العصبة الاحترافية، حيث أخذت هذه الأخيرة بعين الاعتبار تبعات قرارا كان سبق الإعلان عنه في بداية شهر يونيو 2024. وقال البلاغ: "يسجل نادي الوداد الرياضي الانتباه المفاجئ والمتأخر للعصبة الاحترافية لكرة القدم لهذا المعطى الموضوعي والذي يغير من ترتيب الأندية، ويتفهمه، فإنه بالمقابل يستنكر الارتجالية والعشوائية التي تم التعامل بها مع نشر هذا التصنيف النهائي على مرحلتين، والتي لا تستقيم مع الطموحات التي تتطلع إليها منظومة كرة القدم الوطنية".
وخلف بلاغ الوداد استياء عارما بين جماهير النادي، ووصفته ببلاغ "الانبطاح" في بعض منصات التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن ردة فعل المكتب المديري للفريق لم ترق لتطلعات الأنصار.
اعتبر الوداديون بلاغ المكتب المديري "ردا مهادنا على بلقشور"، واعتبروا من خلال "هاشتاغ" تم تداوله على نطاق واسع، "إسقاط العصبة الاحترافية مطلب جماهيري"، أن العصبة تحارب في نظرهم الوداد، وأن تراجعها عن مجموعة من القرارات هو نوع من الارتجالية في تدبير قطاع كرة القدم، وتساءل أنصار الوداد عبر منصات التواصل الاجتماعي "لماذا لم يتم الحسم في هذه القضية قبل نهاية الدورة الأخيرة"؟
في تعليقه على تعديل الترتيب العام للبطولة، عبر الحسين عزمي رئيس جمعية البيت الأحمر عن استغرابه للقرار وقال في تصريحه لـ"أنفاس بريس" "نحن لسنا ضد القانون ولكن ضد الطريقة التي تم بها تطبيق القانون، فمباراة اتحاد تواركة ضد شباب السوالم أجريت في دورة معينة، وبقي الحسم يتأجل إلى نهاية الموسم الحالي ليتم الإعلان على القرار، وهو ما يدفع للتساؤل حول الطريقة التي تمت بها برمجة الدورة 30، لقد تم تحطيم رقم قياسي في العشوائية".
ووصف عزمي الموسم الكروي بالأكثر سوءا على مستوى لجنة الأخلاقيات ومن حيث البرمجة، "للأسف الإعلام جل اهتمامه ينصب على المنتخب الوطني المغربي في الوقت الذي تعيشه فيه البطولة الاحترافية مجموعة من المشاكل وهو الأمر الذي لا يخدم مصلحة كرة القدم المغربية".
من جهتها فتحت أنصار فريق الجيش الملكي جبهة ضد عصبة بلقشور، مباشرة بعد خسارة لقب البطولة الذي كان الجميع يرشحهم للظفر به، وطالبوا بإسقاط الرئيس ومكتبه المسير، علما أن الجيش الملكي ممثل في المكتب المديري للعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية. ولم يصدر عن المكتب المسير للجيش الملكي أي بلاغ رسمي يدين العصبة، بالرغم من مطالب جماهيره التي لجأت لمنصات التواصل الاجتماعي.
دافع الرجاويون عن بلقشور، وكتب سمير شوقي العضو السابق في المكتب المسير للرجاء الرياضي، تدوينه على صفحته الفايسبوكية، جاء فيها: "اختلفنا معه كثيرا، إنما في إطار اللعبة، لكن ما يتعرض له اليوم بلقشور من حملة ممنهجة تدل على شيء واحد فقط: البعض لم يستطع أن يقطع مع عهد "عصبة الناصري" عندما كانت تُتخذ القرارات في جلسات الولائم و عندما كان "بعضهم" يصطف لتقديم "فروض الطاعة".
وكانت التعديل الذي عرفه الترتيب الأخير للبطولة وراء فورة الغضب الصادر عن الوداد والجيش الملكي. علما أن بلاغ العصبة الاحترافية لكرة القدم قد أكد بأن الترتيب الأخير مؤقت في انتظار المصادقة النهائية.