عبد المجيد جحفة: الشَّنَّاقْ.. وسيط انتهازي نكّد حياة الناس بتحكمه في بورصة سوق أضاحي عِيدْ لَكْبِيرْ

عبد المجيد جحفة: الشَّنَّاقْ.. وسيط انتهازي نكّد حياة الناس بتحكمه في بورصة سوق أضاحي عِيدْ لَكْبِيرْ عبد المجيد جحفة ومشهد من سوق للأغنام
مفردة "شَنّاقْ" من بين المفردات التي راجت بقوة، وأضحت متداولة في أوساط المجتمع المغربي في سيّاق الاستعداد لمناسبة عيد الأضحى، حيث برّرت الأسر المغربية البسيطة، سبب ارتفاع سعر حَوْلِي عيد الأضحى إلى شخص "انتهازي" وسيط بين صاحب القطيع والزبون المقبل على شراء كبش العيد.
 
ومن المعلوم أن هذا الوسيط معروف باسم "الشَّنَّاقْ"، وهو الذي يحتكر رحبة البهائم ويتحكم في بورصة سوق أَغْنَامْ عِيدْ لَكْبِيرْ، بتواطؤ مع السلطات، علما أن "الشَّنَّاقْ" ليس كسَّابا، ولا مالك قطيع الأغنام، بل أنه لا يقوم بتربيتها أو رعايتها، في حين هو من يتحكم في بيعها.
 
ولتسليط الضوء والإستفادة من شرح وتدقيق مفهوم "الشَّنَّاقْ" لغويا، اتصلت جريدة "أنفاس بريس" بالخبير اللغوي الأستاذ عبد المجيد جحفة أستاذ اللسانيات بجامعة الحسن الثاني فكان جوابه مضمون الورقة التالي:
  
 
"الشَّنَاقْ" التّاجر الذي يشتري البهائم ويعرضها مباشرة للبيع قصد الربح. ليس صاحب البهيمة، لا يربيها، ولا يرعاها، وما يفعله هو "شَنْقُهَا" في السّوق، وعرضها للبيع ثانيةً. وتواجه هذه الحرفةُ نظرةَ الاستصغار: "الشَّنَاقْ"(الوسيط) يستغل صاحبَ الدّابة فيربح محلَّه، ويسبب الزيادة في الثمن. وتُطلَق "الشنّاقْ" على كل وسيط بين المنتج والمستهلك.
 
ولعل أبرز مقابل لهذا المعنى ما جاء في "لسان العرب": شَنَقَ رأْسَ الدابة: شدَّه إلى أَعلى شجرة أو وَتَدٍ مرتفع حتى يمتد عنقها وينتصب. وهذا ما يفعله "الشَّنّاقْ".
 
ولا يبرز في لفظ كلمة "الشَّنّاق" سوى جزء من المعنى، وهو الإمساك بالبهيمة من عنقها قصد عرضها العرض الـمُغري؛ أما باقي المعنى، من شراء وبيع، وطلب للربح، فلا يظهر في اللفظ.
 
وقد اتسع معنى "الشَّنَاق" فصار يُطلَق على كلِّ مَن يبرز أو يظهر مستغِلّاً مجهود الغير، أو وسيطاً في أي بضاعة.