محمد بصيري الذي تفيد الوقائع التاريخية، والشهادات، بأنه استطاع بأن تلتف حوله أغلبية أهل الصحراء إبان الحقبة الإسبانية، حيث كانت قد عرضت سنة 1968 مشروعها الذي عرف عند سكان الصحراء في تلك الوقت ب"التوقيع" أو ما أصطلح عليه (بالسَّنْيَه)، إلا أن العملية لم تكن محط إجماع بل خلاف وانقسام، مما دفع السواد الأعظم من الصحراويين، إلى البحث عن إطار يوحدهم في وجه إسبانيا، التي قامت مجددا، بحشد وسائل إعلام دولية، على أساسها تحاول أن تنقل للعالم بأن الصحراويين يطالبون بقاءها بالصحراء، فكان بصيري محمد القادم من بني عياط بأزيلال، الحامل لثلاثة شهادات، الشريعة بالإضافة إلى الهندسة، والإعلام، الضالة التي ستعمل على حمل المشعل من خلال إجماع بطريقة سرية، امتد لمدة سنتين، هذا العمل الذي كان يرى من خلاله بصيري بأنه لم ينضج بعد نظرا للظروف المحيطة به، لكن السلطات والاستخبارات الإسبانية، كانت على عجلة من أمرها.
أمام سرعة الإسبان، كانت سنتين كافية لبصيري ومناصريه للتغلغل داخل المجتمع الصحراوي، بمن فيهم من كانوا يعملون مع المستعمر، الذي تفاجأ من المظاهرة التي تم تنظيمها وقابلها الإسبانيون بإطلاق النار أدى إلى قتل متظاهرين وجرح آخرين، واعتقال العشرات بما فيهم محمد بصيري، الذي قال عنه رفيق دربه سيد أحمد رحال رحمه الله، الذي توفي مؤخراً، بأن محمد بصيري لم يتم إنصافه بعد.